بالأمسية الثانية للمهرجان الثقافى لصالون الدكتور محمد حسن عبد الله، استضاف رواد الصالون السفير المصرى سابقًا بالعراق ودول أخرى، الدكتور فارق مبروك، ليطل على "العراق الراهن" رغبة من رواد الصالون للتعرف على تلك التجربة، والتى حضرها إعلام بغداد، وأدارها الأمسية الكاتب والدكتور خالد عاشور.
قال "خالد عاشور" تعرفت على الدكتور فارق عندما كنتُ موفدًا من التليفزيون المصرى لأغطى أحداث العراق عام 2005م، وأضاف: اكتشفت أنه مثقف ثقافة موسوعية، بعيدًا عن كونه دبلوماسيًا، فلقد كان بمثابة واحة نلجأ إليه، كما أعاننى فى رسالة الدكتوراه، ثم قرأ "عاشور" نتفًا من سيرة الدكتور "فارق مبروك" وأنه التحق بالسلك الدبلوماسى المصرى عام 1969م، وعمل بسفارات مصر فى الصومال (1973 – 1975)، إسرائيل (1980 – 1984)، رومانيا (1987 – 1991)، الصين (1996)، وكوريا الشمالية، ثم سفيرًا لدى اتحاد ميانمار (1998 – 2002) ورئيسًا لبعثة مصر الدبلوماسية فى العراق (2003 – 2005)، ومديرًا للشئون السياسية بمكتب رئيس الجمهورية.
عبرَ الدكتور فاروق عن مدى سعادته باستضافة الصالون له، وعن تقدير الدكتور محمد حسن عبد الله ودروه فى الثقافة والأدب، وقال ذهبتُ للعراق فور انتهاء الغزو فى التاسع من أبريل، وما لا يعلمه الجميع، أن أول جلسة من جلسات الحكم، أنهم اقترحوا أن يكون التاسع من إبريل وهو تاريخ الاحتلال يعتبرونه عيدًا قوميًا للعراق، ولكن الاقتراح رفض.
وتساءل قائلاً: لماذا أتت أمريكا للعراق؟ وتابع: إن هذا التساؤل يفسر كثيرًا من الأمور، ففى تقديرى وتقدير نخبة كبيرة أنها أتت من أجل إعادة ترتيب المنطقة وفق إستراتيجيتها ومعها إسرائيل، لأن العراق إحدى القوى المؤثرة فى المنطقة، ومع الأسف هذا الكلام منشور ومعروف منذ الثمانينات، ولقد كتب "عُديد يانون" وهو كاتب إسرائيلى، عن إستراتيجية إسرائيل فى الثمانينات، ونشرت فى أبريل عام 1982م، والآن يعاد النظر فيما كتبه هذا الرجل، وكل ما فى هذه المقالة يطبق الآن، ففى تصورهم يجب أن تقوم ثلاث دويلات فى العراق، دولة كردية فى الشمال، ودويلة شيعية فى الجنوب، والجزء الفقير للسنة.
وأضاف لماذا أمريكا سمحت لإيران أن تكون لها يد فى العراق بهذه القوة رغم الاختلاف المعلن إعلاميًا على السطح؟، وأوضح: لقد أصبحت مدينة البصرة وهى مدينة عراقية، تحولت لفارسية يتداول فيها النقود الفارسية والتقاليد الاجتماعية الفارسية، كما أن أول وفد يزور العراق بعد الاحتلال كان وفدا إيرانيا، فالغزو كان فى أبريل، والوفد وصل فى يونيه، ولا يمكن أن يتصور أن يكون هذا إلا بترحيب وترتيب أمريكى، والنخبة الحاكمة الآن لها مطامع إيرانية شديدة، وبعضهم لهم ارتباطات حميمة بإيران.
وأضاف أن الانتخابات المنتظرة حاليًا تواجه إحدى التحديات، وهى المشكلة القائمة على سلطة كركوك، لأن بها نسبة كبيرة من النفط، والنقطة الثانية هل الانتخابات بقائمة مغلقة أم مفتوحة؟
وأكد أنه لابد أن تكون هناك مصالحة وطنية، وتوضع مصلحة العراق فوق مصلحة الطوائف، فكل فئة ترعى مصلحتها، فالمعارضة أرادت أن تتخلص من صدام حسين، وأوضح أن ما يحدث الآن فى العراق أشبة بقتال ملوك الطوائف.
واستنكر من سؤالٍ هل ما كان العراق عليه أفضل أم الآن؟ فقال: إن وضعية العراق الديكتاتورية، كانت أفضل من الوضع الراهن، وأنا لا أرغب فى أن أعيش فى حكم ديكتاتورى، فما كانت العراق عليه من قبل والآن، كلاهما "مُرّ" وتابع إن صدام وسياسته التى اتبعها كانت عادلة، فلقد كان صدام عادلاً فى توزيع ظلمه على الجميع، ولكن الحجج التى أتت بها أمريكا حجج لا أساس لها، ولا يعتد بها.