نافذتى الشتوية العجوز تهتزُ طرباً..
نقراتُ المطر تتناغم،
وتشدو لها فتغدو رقصاً.
نافذتى تمالكى إطاركِ العتيق وتثبتى،
فلست أنتِ تلك المزدانة بنباتات طفولتى..
ولا ذاك البخار الساكن سطحَ الزجاجَ
هو من ترسم عليه تفاصيلَ لوحتى..
شبتِ واغتالت الأيامُ نباتاتكِ
وشابَ منى القلبُ عزيزتى.
عشقتُ المطر فيكِ، فأنا طفلة شتوية..
أنا "ميرميد" خرجت للحياةِ
من عمقِ "تشرين" بين ليلةٍ وشتاها..
أنا هى تلكَ الجنيّة!
عروس البحر الإنسية..
أتلمس الطرقاتَ بين زخاتِ المطر
أمرح به ويرسم فوق شفاهى
بسمةً منسية.
لم أخافُ الأمطارَ يوماً
فهى رسالةُ السماءِ بالغفران،
نبوءةٌ إلهية..
تغسلُ دنسَ النفوسِ فينا
وتخلعُ عنا أرواحنا البليّة..
هى معجزةٌ شتوية.
لكنى الآن ما عدتُ أنا هى!
لستُ تلكَ الـ "ميرميد"
الجنيـّة..
شابت أيامُ فؤادى وأمسيتُ،
خائفةً على نفسٍ مطوية..
بعبقِ عمرِ اختلفَ
وطفولةٍ شهيدة
وسنواتٍ منسية.
فى ظلِ نافذتى العجوز أترقب،
قطراتُ المطر تمضى..
وزخاتى السوداء تمضى
وأيامى الجدباء تمضى
وأتندم على كلِ قطراتٍ مضت،
لم تمسُ وجهي.
صرتِ عجوز يا نافذتى،
ثوب طلاءكِ المزدان بالورود تمزع
زجاجكِ الأبله يراقصكِ ولا يتورع
عن تفتيتِ جنباتكِ فى سبيلِ لحظاتٍ شتوية..
وأنا!!
لازلتُ أحيا ساكنةً..
مترددةً
متخوفةً
من ضمةِ الأمطارِ، صديقتى..
وتحولُ بيننا نافذةً هرمة،
ترى إن هبطتُ الآن عزيزتى
هل ألحقُ بآخرِ ضمةٍ؟!
بآخر لثمةٍ وقطرة
من شفاهِ الشتوية!
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة