وول ستريت: نور وسكينة وعز معادون للسامية

الجمعة، 30 أكتوبر 2009 02:58 م
وول ستريت: نور وسكينة وعز معادون للسامية وول ستريت تتهم الليبراليين المصريين بمعاداة السامية
كتبت إنجى مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"لماذا يعادى المصريون الليبراليون السامية؟" عنوان لتقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، انتقدت فيه اتجاه الأحزاب والشخصيات المصرية الليبرالية لمعاداة اليهود.

عمرو برجيسى وصمويل تادرس العضوين باتحاد الشباب الليبرالى المصرى، أشارا فى التقرير إلى أن مصر تستضيف فى الوقت الحالى المؤتمر الـ 56 لليبرالية الدولية، حيث تصنف مصر نفسها كعضو للاتحاد العالمى للأحزاب الليبرالية التقدمية والديمقراطية، وموضحين أنه على الغرب الذى يتوافد إلى القاهرة لحضور المؤتمر أن يعى جيدا فوبيا المصريين من اليهودية.

ويهاجم الكاتبان الأحزاب الليبرالية المصرية، قائلين إنه "ما زال هناك سر قذر لدى تلك الأحزاب التى تصف نفسها بأنها ليبرالية، فهى تكنّ عداء شديدا للسامية وأحيانًا ما تكون انتهازية فقط، حينما تخرج من القناعات الحاقدة الراسخة لديه"، مشيرين إلى مقالة للكاتبة سكينة فؤاد ترفض فيها أى فصل بين اليهود والإسرائيليين وتعلل دعوتها بالغطرسة والتعالى الذين يسعى اليهود إليهما من خلال جميع الوسائل وعلى رأسها الدم والقتل والإرهاب والترويع، وتؤكد سكينة حجتها ببيان للرئيس بنيامين فرانكلين طالبا من الأمريكان طرد اليهود لأنهم مثل الجراد لا يهبطون على أرض خضراء إلا وتركوها مهجورة وقاحلة.

وينكر الكاتبان أن يكون فرانكلين قد قال أى بيان من هذا القبيل، ويلومان صحفية بقدر فؤاد بأنها لم تكلف نفسها عناء التحقق من صحة التصريح، وطرحت فؤاد فى مقالها سؤالا آخر يدل على عدائها للسامية وهو "هل الصهاينة بشر؟" وفى كتابات حديثة لها تنكر المحرقة اليهودية "الهولوكوست" وتعتبرها جزءا من ترسانة الأسطورة اليهودية.

وفى هذا الصدد أيضا تشير الصحيفة إلى أن أيمن نور فور إطلاق سراحه حضر احتفال نظمته جماعات المعارضة، وكان يضم جماعة الإخوان المسلمين فى مدينة بورسعيد، إذ أحيوا ذكرى الكتيبة الأولى من المتطوعين المصريين الذين أنطلقوا لمحاربة اليهود عام 1948، وقد تم كتابة كلمة "اليهود" باللون الأسود العريض على لافتة كبيرة تحمل عنوان الذكرى، وقد ذهب نور إلى أبعد من ذلك فلم يقف عند تضامنه مع الفلسطينيين، ولكنه تحدث عن أهمية الوقوف فى مواجهة العدو الصهيونى الذى يكمن وراء كل الشرور والمؤامرات والتهديدات التى ولدت ضد مصر وفق قول نور.

ويشير التقرير إلى مثال ثالث وهو حزب الوفد، أقدم حزب ليبرالى بمصر، والذى يصدر صحيفة تعد إحدى أكثر منصات معاداة السامية نشاطا فى مصر، ودلل لذلك بمقال الكاتب أحمد عز الذى انتقد إصرار الرئيس الأمريكى باراك أوباما على أن الهولوكوست هو حدثا تاريخيا فعليا، وأعطى عز تسعة أدلة على أن الهولوكوست لا يمكن أن يحدث، وخلص إلى أن الشر اليهودى يكمن بنجاح فى خلق جو من الكراهية للألمان.

ويقول التقرير: "للأسف فإن هذه الأمثلة ما هى سوى غيض من فيض"، ويشير إلى الماضى اليهودى بمصر والذى قضى عليه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بطرده اليهود فى الخمسينات والستينات، حيث كانت الجالية اليهودية مزدهرة قبل ذلك، وتقلد السياسيون اليهود مناصب وزارية فى الحكومات المصرية خلال الثلاثينيات كما شاركوا فى السياسات القومية.

ولكن كل ذلك تلاشى مع صعود الحركات الشمولية والفاشية فى أوروبا التى وجدت نصيبا كبيرا فى العالم العربى سواء لدى الإسلاميين أو العلمانيين، فحينما تم الإطاحة بالحكم الملكى بمصر عام 1952 باتت معاداة السامية الركيزة الأيديولوجية للتوزيع الشمولى الجديد، ومنذ ذلك الحين بقى عداء السامية غرة سياسية تجمع القوة السياسية المصرية المتفرقة، ومن المفارقات أن هذا ينطبق بشكل خاص على من يدعون أنفسهم ليبراليين ويعتقدون أنهم يستطيعون الاتجار بمعاداة السامية لكسب شعبية وتحقيق مصالح.

ويختتم التقرير أن الغربيين الذين يميلون للتعامل مع العرب باسم التفاهم يمكن أن يقلعوا عن هذه الرغبة سريعا بسبب غضب السياسات الإسرائيلية وأن يتخلوا عن تطوير السياسات الليبرالية فى العالم العربى، وهذه الحركة الليبرالية التى تتبنى هذا النوع من معاداة السامية والتى من شأنها أن تدفع النازيين للافتخار، هى ببساطة ليست ليبرالية، ولابد للوفود القادمة إلى القاهرة لحضور المؤتمر الليبرالى الدولى أن تعى ذلك ولكن الأكثر أهمية هو أن يعلم الليبراليون الحقيقيون بالعالم العربى أنهم بحاجة إلى الفهم قبل أن يقعوا فى الانتحار المعنوى مرة أخرى.


للمزيد أقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة بها





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة