محمد حمدى

نار صدام.. ولا جنة الأمريكيين!

الجمعة، 30 أكتوبر 2009 11:44 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحت عنوان "العراق الجديد"، وصلتنى رسالة من الصحفية العراقية مروة رسلان، الباحثة فى مركز مداد للبحوث والدرسات فى العراق، أنقل بعض ما جاء فى الرسالة لنتكشف المأساة التى يعيشها العراق الجديد، لعل المتخفين خلف الأجندات الأجنبية يأخذون بعض العبرة مما حدث فى العراق. تقول مروة رسلان: بعد هجمات 11 سبتمبر على الولايات المتحدة الأمريكية، قام الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، بشن حملة عالمية لقتال أعداء أميركا المسلمين، متجها إلى العراق.. فماذا حدث؟

حسب الإحصائيات التى رصدتها المؤسسات الرسمية للعراق لعام 2008، نجد كارثة إنسانية على جميع المستويات، نتيجة للسياسة الأمريكية التى زعمت أنها تريد نشر الديمقراطية. حيث تم قتل مليونين ونصف المليون عراقى، وأصبح لدينا مليون أرملة، وأربعة ملايين طفل يتيم، وثمانمائة ألف لا يعرف مصيرهم، وأربعة ملايين وخمسمائة ألف مهاجر خارج العراق، وثلاثمائة وأربعون ألف سجين داخل السجون، بالإضافة إلى اعتراف رسمى من القوات الأميركية بوجود مائة وعشرين ألف سجين آخر لديها.

علاوة على ذلك يعيش الشعب العراقى فى ظل ظروف صعبة بعد الاحتلال، حيث تم تدمير شامل للبنى التحتية، وتحول أربعون بالمائة من العراقيين إلى معدمين، إضافة إلى رصد سبعة وستين ألف إصابة بالإيدز بين العراقيين بعدالاحتلال. أما التعليم فقد تدهور بشكل ملحوظ، فبعد أن محت العراق الأمية قبل اثنين وثلاثين عاما، أصبحت الشهادات التعليمية العراقية غير معترف بها، حيث قامت منظمة اليونسكو برفع الشهادات العراقية لانحدار مستوى التعليم.

وطبقا لإحصائيات المؤسسات العراقية، أصبح العراق بلدا مفككا بلا سيادة حقيقية، حيث تشير الإحصائيات إلى وجود خمسمائة وخمسين كيانا سياسيا ونحو مائة وثلاثين شركة أمنية تديرها أجهزة المخابرات الأجنبية. ومائتين وعشرين صحيفة وأكثر من مائة محطة تليفزيون وإذاعة خاصة تمولها أجهزة المخابرات الأجنبية. إضافة إلى أربع شركات اتصالات، قيمة كل شبكة اثنا عشر مليار دولار، مملوكة لقادة الأحزاب، فشركة كورك مملوكة لمسعود البارزانى وشركة آسيا ملك لجلال الطالبانى وشركة زين الكويتية يساهم أحمد الجبلى بنصف رأسمالها بينما يملك حزب الدعوة شركة أثير.

واستولت الأحزاب السياسية على أكثر من أحد عشر ألف شركة عامة وخاصة وحولتها إلى مقار لها وللميليشات المسلحة التابعة لها، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد، وتبديد ثروات العراق النفطية والمعدنية وأراضيه، ومعامله، ومصانعه عن طريق توزيع أراضى العراق بموجب قانون الاستثمار سيئ الصيت على المنتفعين من الأحزاب بعقود طويلة.

هذا هو الحلم الأمريكى المزعوم بنشر الحرية، ومحاربة الإرهاب.. والحقيقة أنه ليس أكثر من كابوس مخيف يفزع أهل العراق ولا يعرفون كيف ستكون نهايته.. حتى أن الناس يتمنون عودة نار صدام حسين على جنة الديمقراطية الأمريكية المزعومة التى يعيشونها.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة