ميادة مدحت تكتب.. وبنعيب على الجاموسة!

الجمعة، 30 أكتوبر 2009 10:33 ص
ميادة مدحت تكتب.. وبنعيب على الجاموسة!

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن حادث تصادم القطارين غريبا عن أسماعنا أو جديدا علينا، ولكن الجديد هذه المرة هو السبب الذى ساقته وسائل الإعلام نقلا عن المسئولين: السبب يا حضرات فى مقتل عشرات المواطنين وإصابة عشرات هو الجاموسة!!

وما حدث ليلتها باختصار هو أن أحد القطارات عند مروره قرب العياط وتحديدا فى قرية جرزا اصطدم بجاموسة ودفعها تحت عجلاته إلى الأمام عدة أمتار، وهنا نجد أنفسنا أمام روايتين الأولى تقول إن السائق أوقف القطار ونزل لاستكشاف الأمر، والرواية الثانية تقول إن سبب وقوف القطار هو عطل فنى بسبب الاصطدام! على أى حال وقف القطار ونزل السائق وبعض الركاب، ليتجمهر أهل القرية كما هى العادة ويمسكون بخناق السائق!! وهو سلوك معيب من أهل القرى فى مصر وسلوك أغرب من السائق الذى تجاهل أو نسى أن يبلغ عن الحادث وربما تعمد ذلك خوفا من المساءلة… وما هى إلا دقائق حتى جاء قطار آخر على نفس القضبان وفى نفس الاتجاه ليصطدم بالقطار الأول من الخلف وخلف الاصطدام 40 قتيلا و120 مصابا.

هل انتهت الكارثة هنا؟
لا.. فسيارات الإسعاف غير مجهزة وقضبان القطار محاصر بترعتين على الجانبين، مما عطل عمليات الإنقاذ لتظهر شهامة الفلاحين ويصنعوا جسرا لنقل المصابين بالطبع كانت الخسائر فى عمليات النقل كبيرة فهناك حالات لا يجب تحريكها ولا نقلها إلا بشكل فنى دقيق كحالات الكسور المضاعفة وشروخ الجمجمة وما شابه، ولكنه غياب مفهوم إدارة الأزمة وتسلط العشوائية على كل مناحى الحياة.

الآن - وبعد مرور أيام- مازالت الجاموسة هى المتهم الرئيسى وهى السبب الذى ارتضاه الجميع رغم إحالة بعض الموظفين وسائقى القطارين إلى التحقيق! أرجوكم أحصوا معى الغلطات، أولا: مواطن يترك جاموسته ترعى وتجرى فى الطرقات كما يحلو لها ثم مزلقان مفتوح سمح للدابة بعبور شريط القطار ثم سائق قطار يترك كابينة القيادة ويتفرغ للشجار مع الأهالى ثم أهالى يتجمهرون حول سائق ليعنفونه ويأخذون حق بلدياتهم بالدراع وكأنه لا يوجد قانون فى البلد أو لنكن أكثر دقة – لأن البلد ليس فيها قانون.

ثم يرتكب السائق حماقة أخرى ولا يبلغ عن الحادث ليأتى القطار الثانى وتقع الكارثة وعندما تقع الكارثة يتقاعس المسئولون عن الاستعانة بالقوات المسلحة لإنشاء جسور إنقاذ سريع ويتكدس المصابون فى مستشفيات غير مجهزة حتى أن بعضهم انصرف دون تلقى أى علاج!

كل هذا ومازلنا نلوم على الجاموسة؟؟؟؟






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة