قال إنه لم يكن يسعى للمقارنة بين الأديان

السفير البريطانى يرد على مهاجميه بسبب النقاب: دعوتى عقلانية

الجمعة، 30 أكتوبر 2009 05:05 م
السفير البريطانى يرد على مهاجميه بسبب النقاب: دعوتى عقلانية صورة من مقال السفير البريطانى لدى القاهرة
كتبت ميريت إبراهيم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد أن نشر اليوم السابع مقال سفير بريطانى لدى القاهرة دومينيك أزكويث حول أزمة النقاب التى أثيرت فى مصر مؤخرا، جاءت الكثير من ردود الأفعال المختلفة المؤيدة منها والمعارضة، ليس فقط لوجهة نظر أزكويث التى عرضها فى مدونته الخاصة على موقع السفارة البريطانية، ولكن لكونه سفيرا بريطانيا وكاثوليكيا، وقد أبدى رأيه فى أمر من وجهة نظر البعض يخص المسلمين فقط.

وعلق أحد قراء اليوم السابع قائلا إن "المسلمون أعلم بدينهم" معتقدا أن ما كتبه السفير البريطانى بمثابة فتوى منه فى أمر لا يخصه، وطالبه البعض الآخر بنصح "أمته" بدلا من تقديم النصح للمسلمين، معتبرا أن ما طرحه السفير فى مدونته يعد تدخلات خارجية، بل وتمادى البعض فرأى أن ذلك يعد تمادى على "أسياد العالم".

ولكن على النقيض تماما رأى البعض أن ما طرحه أزكويث وجهة نظر موضوعية، حيث ذكر أحد القراء أن "ما ورد على لسان السفير البريطانى يتسم بالعقلانية فى التناول، لأنه ليس مع النقاب ولا ضده، ولكنه يقدم مثالا لكيفية التفكير فى القضايا الحساسة والتى لها متعصبون من الجانبين المؤيد والمعارض"، ووصفه آخر بأنه "حوار هادف" وان النقاب بالفعل لا يمثل مشكلة داخلية وإنما عالمية، ولكنه اختلف معه حول وجود مشاكل أكثر أهمية مثل الفقر وتخلف الشعوب التى يعد الاحتلال هو السبب الرئيسى لها.

السفير البريطانى من جانبه رد عليهم مدافعا عن حقه فى إبداء رأيه فى مقال جديد ننشر نصه:
"وجدت كثرة التعليقات التى جاءت على موضوع النقاب مرضية و مثمرة – بما فى ذلك تعليقات من رأوا أننى كشخص كاثوليكى وسفير بريطانى (لم يكن واضحا تماما لى أيهما الأسوأ فى نظرهم) لست مؤهلا لإبداء رأى.

لم أكن أسعى لمقارنة الأديان. وبالطبع لم أكن أحاول التعليق على العقيدة أو المعتقدات الجوهرية للأديان. حتى كشخص كاثوليكى لم أكن لأعتبر نفسى مؤهلا للتعليق على المذهب الكاثوليكى. ولم يخطر ببالى قط القيام بهذا بالنسبة للإسلام.

إلا أننى أراه أمرا مشروعا أن يتم توجيه أسئلة حول الممارسات التى يتبعها الناس فى عبادتهم. هل تعبر عن جوهر دينهم ذاته أم هى فى الواقع رموز تعرف الأشخاص فقط كأتباع دين معين؟ فالاثنان مختلفان. معظم الأديان لها رموز مميزة. يمكن للمرء أن يتعرف على يهودى أرثوذكسى من طريقة لبسه. يجب أن يكون للمرء حرية إظهار تلك الرموز وبالنسبة لبعض المؤمنين من المهم القيام بذلك. ولكن قد يختار بعض المؤمنين الآخرين فى ظروف معينة عدم تبنى ممارسات أو رموز مرتبطة تقليديا بدينهم. وإذا اختاروا ذلك، فإننى لا أعتقد بأن هذا يجعلهم أشخاصا أقل ورعا أو أقل تدينا. لا نستطيع أن ندعى معرفة إرادة الله وما إذا كان يعطى أهمية للرموز التى تبنيناها. ولكننى أعتقد أنه من المعقول أن نسأل عما إذا كان تبنى الرموز والممارسات يزيد من فهم الشخص للرب.

أوافق على أن ذلك قد يجعل المرء يشعر بأنه أكثر ورعا، ولكن هذا أمر مختلف. وهذا يتعلق بلب ما هو من الطقوس فى الدين وما هو جزء من العقيدة، بين ما هو خارجى وما هو داخلى. ويصبح هذا سؤالا هاما إذا أخذت الطقوس أهمية واهتماما أكبر من العقيدة. قد يقول البعض إن مركزية النص الذى نزل به الوحى فى الإسلام يجعل التمييز غير صالح، ولكن الاختلاف الكبير بين الطقوس الداخلية وبين فروع الإسلام والذى نراه فى القرن الحادى والعشرين يعطينى انطباعا خلاف ذلك.

ولكن هناك موضوع آخر يبرز من التعليقات التى جاءت على مدونتى وأعتقد أنه هام أيضا. يتعلق هذا باستبعاد الناس من التعبير عن الآراء. يشكل الاستبعاد خوفا عميقا يعرفه الجميع منذ الطفولة. يمكن أن يكون الاستبعاد من مجموعة أحد أقسى صور العقاب. أذنبنا جميعا هذا الذنب أو عانينا منه فى وقت ما فى حياتنا. يعكس الاستبعاد نقصا فى الخيال. والأخطر أنه يعكس نقصا فى الإنسانية.

وبالنسبة لى يظل أحد أعمق الأشياء المحيرة فى التاريخ أن يسعى من يؤمنون بالله الذى يراقب البشرية كلها ويرعاها لاستبعاد رفيق فى الإنسانية ـ سواء من حوار أو أى نشاط بشرى آخر ـ يمثل الاستبعاد مؤشرا على التعصب. ودائما ما ينتج التعصب الظلم. إن لدى تعلقا عميقا دائما بفكرة التسامح وأخشى بشدة أى إظهار للتعصب.

لست مندهشا من الاستجابة العاطفية من بعض المدونين لما كتبته. كان مفهوما عاطفيا أن يرفض البعض ملاحظاتى على أنها تعبير عن ثقافية الإمبريالية من أيام المندوب السامى البريطانى القديم. إلا أن مثل هذا الأسلوب فى التفكير لا يساعد على تطوير حوار عقلانى أو منفتح على آراء الآخرين. يمكن للعاطفة أن تقف عائقا فى طريق الفهم الحقيقى لما يحيط بالشخص وأن تجعله يصم أذنيه عن سماع ما يحاول الآخرون قوله.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة