علقت صحيفة الجارديان على الجدل بشأن التوريث فى مصر. وتطرقت إليه بسبب الزيارة التى قام بها عمرو موسى، أحد أركان هذا الجدل، إلى لندن مؤخراً.
وتقول الصحيفة فى التقرير الذى أعده مراسلها فى الشرق الأوسط إيان بلاك، إن عمرو موسى، الأمين العام لجامعة الدول العربية سياسى ذو خبرة يعرف كيف يتعامل مع الإعلام. لذلك كان لافتاً خلال زيارته لندن هذا الأسبوع أنه كان مستعداً للحديث عن كل شىء فيما عدا التكهنات بشأن طموحاته لخلافة الرئيس مبارك.
فالاقتراحات التى تشير إلى أن موسى ربما يكون مهتماً بخوض انتخابات الرئاسة ظهرت قبل أسبوعين، وكان هذا لطيفاً إلى حد ما بقدر ما كان بعيداً عن حدود السياسة، لكن فى الجو الساخن الذى يحيط بمسألة الخلافة، كان ذلك كافياً ليثير ضجة إعلامية، ومن ثم كان هناك حظر على الأسئلة.
وأضاف الكاتب أنه لا يوجد الآن فراغ فى منصب الرئيس، فمبارك لا يزال فى ولايته الخامسة على التوالى، وتظهر كل يوم دلالات على أنه يريد الاستمرار رئيساً مدى الحياة، كما هى الموضة فى كثير من أنحاء العالم العربى. فجاره الليبى معمر القذافى احتفل قبل شهرين بمرور 40 عاماً على توليه السلطة. وفى تونس، فاز زين العابدين بن على لجولة بولاية رابعة ليتم عام الـ23 فى الحكم. وفى اليمن، حكم الرئيس على عبد الله صالح جزءا من البلاد على مدار 31 عاماً. ومن المحتمل أيضا أن يخوض الرئيس مبارك انتخابات عام 2011 على الرغم من أن عمره سيصل إلى 89 عاما عند انتهاء الولاية السادسة.
وتقول الجارديان إن مسألة التوريث هى نقطة يتحدث عنها باستمرار الطبقات المهووسة بالثرثرة فى مصر. وكانت الحكمة التقليدية لبعض الوقت تقول إن الرجل الذى تزداد احتمالات خلافته لمبارك هو نجله الأصغر جمال. ولا أحد يصدق جمال عندما يقول إنه غير مهتم بالرئاسة، وفى نفس الوقت لا يوجد حزب معارض أو جماعة الإخوان المسلمين أو حتى الجماعات العلمانية الصغيرة مثل حزب الوفد قادر على تحدى احتكار الحزب الوطنى الحاكم.
وعلى الرغم من ذلك، فإن التعاقب الأسرى على منصب رئيس الجمهورية، كما هو الحال فى سوريا مع عائلة الأسد، وما هو محتمل فى ليبيا مع سيف الإسلام القذافى، لا يمكن أن يصبح أمراً مفروغاً منه، وقد بدأ هذ الأمر يجذب بعض المعارضة القوية.
فأيمن نور، مؤسس حزب الغد، شن حملة على الفيس بوك ضد جمال مبارك. كما شارك فى الحملة المناهضة له محمد حسنين هيكل، عميد الصحفيين فى مصر. وبدأت جماعات مناهضة للتوريث مثل "مصريون ضد التوريث" و"ميحكمش" تشن هجوما حادا عليه.
كما تحدث بلاك عن الوزير عمر سليمان كاسم آخر مرشح لخلافة مبارك، على أساس أنه "لا يمكن تصور أن يكون الرئيس من خلفية غير عسكرية". وتحدث أيضا عن مبادرة هيكل بإنشاء مجلس خاص للإشراف على تسليم السلطة إلى جيل أصغر سناً ومن ضمن الأسماء المرشحة فى ذلك عمرو موسى ومحمد البرادعى.
وترى الجارديان أن عمرو موسى البالغ من العمر 73 عاماً يتمتع بمزايا حقيقية، فقد كان ناحجاً كوزير للخارجية فى التسعينيات مما مهد له الطريق إلى منصبه الحالى كأمين لجامعة الدول العربية، وقيل إن مبارك أخرجه من الخارجية نظراً للشعبية الجارفة التى يتمتع بها. بعد أغنية شعبان عبد الرحيم "أن بكره إسرائيل وبحب عمرو موسى".
الجارديان:عمرو موسى الأقدر على منافسة جمال مبارك
الجمعة، 30 أكتوبر 2009 02:46 م