د. محمد سيف

التواضع لله مطلوب.. حتى فى لعب الكرة

الجمعة، 30 أكتوبر 2009 06:51 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التواضع لله، خلق مطلوب يتخلص فيه المرء من حوله وقوته ويرد الحول والقوة لله، فهو لا يجد نفسه فوق الناس بل يجد نفسه أقل منهم، وهو فى حقيقته خير، ولذلك لا تجد إنسانا متواضعا إلا والتوفيق حليفه، ولا تجد إنسانا يدعى أنه هو الذى فعل وهو الذى قدر إلا والفشل قرينه، حتى وإن أحرز بعض النجاحات التى قد تكون بسبب لجوئه إلى الله ساعتها فطال عليه الأمد فنسى ذلك، أو بسبب توفيق الله له من باب فتنته لينظر إلى حاله وردة فعله، فما رأيت إنسانا يتعاظم إذا حالفه النجاح والتوفيق وينسب الأمر إلى قدرته وعلمه وإمكاناته إلا ورأيت الله بعدها يكسره، وما رأيت إنسانا يرد الأمر إلى الله حال توفيقه ويخلع عن نفسه القدرة والفعل إلا رأيت نموا فى شأنه وأمره.

فقديما عندما ادعى قارون أنه أوتى ما أتاه الله من مال على علم عنده، وأصابه بذلك الغرور والبغى والطغيان، فخرج على قومه فى زينته والناس كادت أن تذهب عقولهم من شدة الفتنة به، فما كان مصيره إلا الخسف والتدمير تاركا العبرة لمن أراد أن يعتبر، لكن بالمقابل نجد أن نبى الله سليمان وقد آتاه الله الملك والنبوة وسخر له الجن والطير والرياح، يعلن عن موطن الفتنة فى ذلك لما جئ إليه بعرش بلقيس مستقرا عنده فيقول " هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّى لِيَبْلُوَنِى أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ... " ثم يسأل ربه متواضعا " ربى أوزعنى أن أشكر نعمتك التى أنعمت على وعلى والدى وأن أعمل صالحاً ترضاه ".

وفى الحرب المجيدة ، العاشر من رمضان السادس من أكتوبر، لما نصرنا الله على اليهود بعد أن تضرعنا إلى الله وهتف الجنود " الله اكبر"، ادعينا أن ذلك ثمرة التخطيط العسكرى غير المسبوق والعبقرية العسكرية فى الأداء والتنفيذ ونسينا توفيق الله لنا، فأتانا الله من حيث لم نحتسب وجاءت الثغرة التى كادت أن تقلب الأوضاع، وبالمقابل نجد أن رسول الله يدخل مكة فاتحا وهو مطأطئٌ رأسه تكاد تلمس لحيته بطنه، من شدة تواضعه لله، مرددا "الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، لا إله إلا الله وحده ، صدق وعده، ونصر عبده، وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده ".

حتى فى كرة القدم، عندما تعاظم لاعب الكرة بفريق ساحل العاج " دروجبا " فى الملعب عندما أحرز هدفا فى الفريق المنافس وجدناه فاشلا، على الرغم مما يملك من مهارة لا ينكرها أحد، فى المباراة التى تليها، وهزيمة فريقه هزيمة منكرة من المنتخب المصرى، أطاحت به خارج البطولة، وهو الفريق الذى كان مرشحا للحصول على البطولة نظرا لأدائه المتميز فى الدور الأول من البطولة، أما لاعبو المنتخب المصرى لما كانوا يسجدون تواضعا لله بعد كل هدف يحرزونه فى الفريق المنافس، كان النصر حليفهم، حتى تحدثت الصحافة الفرنسية فى المانشيت الرئيسى لها "وفاز المنتخب الساجد".

فلما صار المنتخب بطل أفريقيا وعول على ذلك وتسرب إلى نفسه إنما أوتيته على قدرات ومهارات عندى، وأنا خير من المنافس وأفضل منه، كانت الصدمة فى أول مباراة رسمية أمام زامبيا وعلى أرضه ووسط جمهوره ثم كانت الصفعة الثانية أمام منتخب الجزائر، والذى كان مدربه متواضعا إلى حد البكاء أمام شاشات التلفزيون عندما سئل عن مواجهة الفريق المصرى بطل أفريقيا، فكانت المكافأة له واللاطمة للمنتخب المصرى، الذى وجب عليه أن يعود ثانية إلى حالة التواضع لله والكف عن التصريحات العنترية التى يعلن فيها أنه سوف يسحق المنتخب الجزائرى لما يملكه من مقومات وقدرات لم تشفع له عند اللقاء الأول للفريقين أو أنه يلعب على أرضه ووسط جمهوره لم تجد له نفعا خلال لقائه الأول مع منتخب زامبيا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة