محمد حمدى

يا أهلاً بالمدارس.. والأنفلونزا

السبت، 03 أكتوبر 2009 08:33 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم أن لى ثلاثة أبناء بمراحل التعليم المختلفة، لكننى أشعر بارتياح بعد تغلب لغة العقل على خطاب الخوف الذى ساد مصر طيلة الصيف للتحذير من مخاطر الدراسة على الصحة العامة، وتحول المدارس إلى بيئة ملائمة لانتشار فيروس أنفلونزا الخنازير، وحسناً فعل الوزراء المعنيون والمحافظون بتفقد المدارس وقضاء اليوم الأول وسط الطلاب وأولياء الأمور لمراجعة الإجراءات الصحية وتطمين الناس الذين يشعرون بذعر حقيقى.

وفى اليوم الأول تعددت حالات الاشتياه بالإصابة بالأنفلونزا، لكن ذلك لا يعنى إصابات حقيقية بقدر ما يعنى رصد ارتفاع فى درجة الحرارة لدى بعض الطلاب، مما يعنى عزلهم مؤقتاً فى غرف العزل، وأخذ عينات من الحلق لتحليلها وإعادتهم للبيوت، مع توصية بالبقاء فيها لحين التأكد من الإصابة من عدمه أو من الشفاء أيهما أقرب.

وقد نسمع عن مئات الحالات المشتبه فيها فى الأيام الأولى من الدراسة، لكن على أولياء الأمور التحلى ببعض القوة فى التعامل مع الأمر، فالفيروس لا يزال ضعيفاً جداً، ويمكن التغلب عليه بمسكنات عادية ومشروبات ساخنة والراحة فى البيوت لا أكثر ولا أقل.

وقد تحدث إنذارات كاذبة بانتشار الفيروس، لكن علينا التنبه جيداً إلى أن حالة الخوف العامة التى انتشرت فى المجتمع يمكن أن تؤدى إلى بعض الأعراض النفسية عند الأطفال، أو ما يسميه علماء النفس بالهستيريا الجماعية التى قد تنتشر فى بعض التجمعات بسبب الخوف أو الرعب من مرض أو أى شىء آخر.

فى كل الأحوال كان يجب أن يعود أبناؤنا للمدارس، خاصة وأن أنفلونزا الخنازير لم تنتشر انتشاراً كبيراً وواسعاً، كما أنها لم تتحول بعد إلى وباء قاتل، بل هى حتى الآن لا تزال مثل دور أنفلونزا عادى أو أقل من العادى بكثير.

لكن التحدى الأكبر ليس فى الأيام الأولى للدراسة، وإنما فى الأيام الصعبة التى يتوقع أن تأتى اعتباراً من النصف الثانى من ديسمبر وخلال شهرى يناير وفبراير، لذلك فإن على أولياء الأمور التحلى بنفس القدر من الوعى والحرص، والاستعداد للأيام المقبلة.. لأن أخشى ما أخشاه أن نتعامل وفقاً للعادة المصرية الأثيرة فى الاهتمام المبالغ فيه فى أول الأمر، ثم يتحول الموضوع إلى أمر عادى وهنا قد تكون الكارثة.

ولعل من فوائد بدء الدراسة الآن أنه يمكن إجراء حصر حقيقى لنسب الإصابة بالأنفلونزا، خاصة وأنه لدى الناس شعورعام بأن الأرقام التى تعلنها وزارة الصحة غير حقيقية، وأن الكثير من المصابين لا يبلغون عن إصاباتهم ولا يذهبون للمستشفيات، بينما الوضع فى المدارس سيكون مختلفا، لأن أى حالة سيتم رصدها وتحليلها وتسجيلها.

والأهم أيضاً أن الإصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير فى هذه الأوقات تعطى مناعة لمن يصابون بها حين يشتد المرض خلال الشتاء، حسب توقعات منظمة الصحة العالمية، مما يعنى أن بدء الدراسة الآن فيه الكثير من الفوائد التى سنجنيها ونعرفها فى المستقبل.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة