النوع النووى.. نحو مدخل توحيدى إلى حقل الشعريات المقارنة

السبت، 03 أكتوبر 2009 09:09 ص
النوع النووى.. نحو مدخل توحيدى إلى حقل الشعريات المقارنة كتاب "النوع النووي.. نحو مدخل توحيدى إلى حقل الشعريات المقارنة"
كتب سيد رزق

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر للشاعر د.علاء عبد الهادى عن مركز الحضارة العربية بالقاهرة, كتاب "النوع النووى: نحو مدخل توحيدى إلى حقل الشعريات المقارنة", والكتاب يقدم اجتهادًا تنظيريًا جديدًا فى مفهوم النوع بعامة, والنوع الأدبى بخاصة, وتقوم الفكرة النظرية للعمل على أنه بالرغم من أن هناك علاقة بين الصناعات الأدبية المختلفة – بسبب اختلاف سماتها الثقافية- للنوع الواحد, فإن إمكانية اشتراكها فى ثوابت محددة هى إمكانيةٌ قائمة على الدوام, وإن ظلت كل شعرية للنوع الواحد قادرة على الاحتفاظ باستقلالية ثقافية نسبية, لها خصائصها الجمالية، وذلك وفق بيئتها القومية المختلفة عن غيرها من البيئات, بحيث يمكن التعامل معها – فى الآن ذاته - بمعزل عن الشعريات الآخر, حيث يسمح تحديد المشتركات البنيوية لتجليات نوع أدبى أو فنى ما على المستوى النوعى الكلى برصد مستجداتها الجمالية, وهذا ما يمكن من الفصل بين ما يبدو جماليًّا عما يبدو بنيويًّا, الأمر الذى يشكل مفهومًا نوويًا عن نوع ما, بصرف النظر عن النسبية الثقافية التى صدر تحت سننها تجليات نوع ما, وهو نموذج قادر على أن يجاوز شعرياته المختلفة, من هنا يكون سؤال د.علاء مشروعًا عن نوع نووى – لا نواة نوع - يؤسس الطريقة المنهجية لما هو مشترك ومتقاطع بين الشعريات العديدة لأى نوع, وذلك من خلال تجلياته الممكنة واللا متناهية, وهو مشترك لا نلاحظه غالبًا؛ إما بسبب وضوحه الشديد, واهتمامنا بأسئلة نراها أكثر عمقاً ورصانة! أو بسبب غياب منهج ملائم فى دراسات النوع. وهذا تناول يرتبط مباشرةً بما يُسمَّى حقل الشعريات المقارنة, وصلاً وفصلاً.

وقد عالج الكتاب فيما عالجه مشكلات نظرية النوع من مفهوم حقل الشعريات المقارن, التى يذهب عبد الهادى إلى أنها قامت على مركزية ثقافية غربية, كانت قادرة على فرض شروط تجلياتها, وجمالياتها على الثقافات الآخر, ويثبت د.علاء فى نظريته عن النوع النووى أن تشابك آلاف التجليات المعبرة عن نوع واحد, فى سمات دنيا, على الرغم من اختلاف أشكالها الجمالية, أمر ممكن دائمًا, ويشكِّلُ جزءًا من نموذج نووى واحد تشترك فيه مختلف الصناعات والشعريات العديدة لنوع ما, وهو نموذج قادر على أن يجاوز شعرياته المختلفة, وذلك من خلال قدرته على جمع هذه التجليات المختلفة فى سبحة واحدة. من هنا يكون السؤال مشروعًا عن نوع نووى يؤسس الطريقة المنهجية لما هو مشترك ومتقاطع بين الشعريات العديدة لأى نوع, وذلك من خلال تجلياته الممكنة واللا متناهية.

وتتأسس نظرية د.علاء على إجراءات حاولت أن تؤسس البناء العام لمفهوم النوع بصفته نموذجًا يمكنه أن يمارس اشتغاله فى أكثر من علم إنسانى, وهو نموذج تحرى الكاتب فيه أن يحوز درجة كافية من التجريد, بحيث يقبل التطبيق على دائرة واسعة من الحقول الأدبية والعلمية المختلفة, كما يقبل التطبيق على أنواع, تختلط على حوافها مكونات بنيوية وجمالية مربكة.

قدم د.علاء عبد الهادى فى نظريته فى النوع النووى مجموعة من الأسئلة عن قضية النوع من جانب رؤية كلية ترتبط بحقل الشعريات المقارنة, فصلاً ووصلاً, تقاطعًا واتحاداً, كما اقترح بناءً نظريًا ربما كان البناء النظرى العربى الأول الذى يلتزم بصرامة منهجية على هذا النحو فى عديد الإسهامات العربية المشابهة, وقد قدم ذلك مدركًا العلاقة بين العمومية التى تسعى إليها أية نظرية, والخصوصية الثقافية فى تجليات كل نوع, وتظل المشكلة كامنة فيما تمتلكه الأنواع التاريخية من قدرة على فرض شيوع قادر على الإقصاء والعزل, بناء على سمات جمالية وليست بنيوية, والكتاب فى مجمله يعد إسهامًا عربيًّا مهمًا فى حقل التنظير النقدى المعاصر بعامة.






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة