المخرج أحمد شفيق أثار الكثير من الجدل فى أولى تجاربه التليفزيونية، من خلال مسلسل "ليالي"، علاقة العمل بالقصة الحقيقية للمطربة الراحلة سوزان تميم، وبعد عرضه على القنوات المختلفة، فوجئ شفيق باتصالات تليفونية من العديد من الفنانين يهنئونه بنجاح العمل منهم الفنان القدير محمود عبد العزيز، ووسط فرحته بنجاح العمل فوجئ أيضا بأن والد سوزان تميم يفكر فى رفع دعوى قضائية ضده.
اليوم السابع التقى بأحمد شفيق لكشف تفاصيل جديدة خاصة بالمسلسل، ومسلسله المقبل "قضية صفية" بعد إعلانه أنه سيثير جدلا أكثر من "ليالى".
- نبدأ من النقطة المثيرة للجدل والتى طالما شغلت الصحافة والإعلام فى مصر والوطن العربى، هل مسلسل "ليالى" يحكى قصة حياة سوزان تميم؟
هذه نقطة خلاف كبيرة كانت بين المؤلف أيمن سلامة وجموع الصحفيين، وببساطة شديدة أوضح أن المسلسل لا يسرد مشوار حياة سوزان تميم، لأننا لا نعرفه أصلا، فكيف نكتب قصة عن شخص لا نعرف تفاصيل حياته؟ وإذا فكرنا فى تقديم مسلسل عن سوزان تميم، لا بد أن نستعين بمصادر قريبة الصلة منها، كوالدها أو أحد أقاربها، وأتحدى أى أحد منهم أن يقول إننا فعلنا ذلك، والحقيقة أن أيمن سلامة كسيناريست استطاع أن يستعين ببعض الخيوط والنقاط من قضية سوزان تميم ويغذى ببعض النقاط من قصة المطربة اللبنانية لإضفاء واقعية أكثر على أحداث العمل.
- ولماذا استعان أيمن سلامة بقصة سوزان تميم تحديدا؟
لأنها كانت تقترب بشكل كبير من مسلسله، كما أن الدراما فن يحاكى الواقع ويعبر عنه، والمؤلفون يستعينون دائما بأمور لها صلة بالواقع فى أعمالهم الدرامية، وهو أمر ضرورى وحتمى فى الدراما ويفيدها ويخدمها.
- وهل وفاة البطلة فى النهاية يعد أحد مظاهر استعانة المؤلف بقصة حياة المطربة الراحلة، حيث قتلت تقريبا بنفس الطريقة؟
مع المتابعة الجيدة للعديد من المسلسلات الدرامية التى عرضت فى شهر رمضان الماضى، سنجد مفارقة درامية تتمثل فى أن معظم الأبطال ماتوا فى نهاية الأحداث، ومنهم سمية الخشاب فى مسلسل "حدف بحر"، فهل كلهم يسردون قصة حياة سوزان تميم، هذه مصادفة درامية ليس أكثر.
- لكن أسماء شخصيات المسلسل اقتربت بشكل كبير من شخصيات واقعية شهيرة، ورأى الجمهور أنها تقترب من أسماء المتهمين فى قضية سوزان؟
قد تتقارب الأسماء أو تتشابه، ولكن هذا ليس معناه أننا نقدم قصة حياة سوزان تميم، كما أن هناك الكثير من الاختلافات بين بطلة المسلسل "ليالى" والمطربة الراحلة، فمثلا الاسم ليس واحدا، كما أن ليالى فنانة تحب التمثيل بينما سوزان مطربة، وهناك أمر لا يختلف عليه أحد، هو أن القضية ما زالت بها عناصر شائكة، ولم تحسم تماما، وهناك العديد من الأشياء الغامضة فى حياة سوزان وقضية مقتلها ولم تكشف عنها تحقيقات النيابة أو جلسات المحكمة.
- ألم تخف من تشابه أو تقارب تلك الأسماء مع الواقع خصوصا أن بعضها له نفوذ قوى فى المنطقة العربية؟
لم أخف لعدة أسباب، أولها أننى لست من كتب القصة، فهناك مؤلف كتبها وأنا أخرجتها فقط، كما أننا لا ندين أحدا فى المسلسل، فلا نقول إن هذا الشخص طيب وذلك شرير، فلم يوضح المسلسل فى النهاية من قتل "ليالى" فليست قضيتى أن أدين أو أبرئ أحدا، فرسالة المسلسل تفيد بأن من يسير فى طريق خطأ فنهايته سيئة.
- لكن والد سوزان تميم أكد أنه سيرفع قضية ضدك أنت وصناع المسلسل لكنه ينتظر معرفة أسمائكم الثلاثية؟
ضاحكا.. قرأت هذا الكلام أيضا فى بعض الجرائد، وسأقول اسمى بالكامل حتى يفعل ما يريد أنا "أحمد شفيق عبد الباقى محمد".
- هل كل ذلك الجدل جاء فى مصلحتك كمخرج؟
هذا الجدل أضرنى كمخرج، رغم أنه أفاد المسلسل فى البداية، فالجمهور والنقاد والصحفيون أصبحوا يتابعون المسلسل من أجل رصد مدى علاقته بسوزان تميم، وبالتالى لم يبدوا اهتماما بعناصر الإخراج، خصوصا أن المسلسل يعد أولى تجاربى التليفزيونية واجتهدت كثيرا لتقديم نفسى بشكل جيد للجمهور والإعلام، والحمد لله حققت نجاحا واتصل بى العديد من الفنانين لتهنئتى، لكن الاهتمام الأكبر من جانب شريحة كبيرة من المتابعين كانت من أجل متابعة هل المسلسل بحق يحكى قصة المطربة اللبنانية أم لا؟.
- هناك نقد وجه لبطلة المسلسل زينة لأنها لا تتحدث اللهجة الإسكندرانية رغم أنها تجسد دور فتاة إسكندرانية؟
من كتب ذلك استعجل فى نقده، لأنه لم يعط لنفسه فترة أطول لمتابعة كل أحداث المسلسل، حيث أوضحنا فى أحد المشاهد أنهم ليسوا من أهل الإسكندرية، عندما قالت سوسن بدر والدة ليالى لصلاح عبد الله زوجها إنهم يجب أن يتركوا الإسكندرية، مشيرة إلى أنها من البحيرة وصلاح عبد الله من كفر الشيخ، فهما من النازحين إلى الإسكندرية وليسوا من أهلها.
- كيف وجدت ردود الفعل على مسلسلك؟
الحمد لله.. بعد عرض عدة حلقات بدأت الناس تدرك أنها أمام عمل جيد وبه جهد مبذول، وقرأت مقالات نقدية تشيد بالمستوى الإخراجى وعناصر العمل الشابة، خصوصا أنه يقدمنى كمخرج كما يقدم زينة كبطلة مطلقة وأيضا أيمن سلامة كمؤلف وشادى على كمدير تصوير تليفزيونى.
- ما الأشياء التى حرصت عليها فى أولى تجاربك التليفزيونية؟
وضعت أمام نفسى مبادئ محددة يأتى فى مقدمتها أننى رفعت شعار "لا تنازل"، كما حرصت على أن أشعر المشاهد بأنه داخل المشهد عن طريق تقديم صورة مختلفة ومتميزة، لذا كانت كل مشاهد المسلسل خارجية، ولم نصور داخل بلاتوهات، وهو ما أضفى شكلا جديدا ومتميزا على العمل وأشاد العديد من النقاد بهذه الخطوة.
- لكن التصوير الخارجى مرهق جدا لفريق العمل؟
بالفعل، وهناك عدة مشاهد صعبة فى المسلسل، منها أننا كنا نصور فى لبنان ودرجة الحرارة سالب 5، وأيضا مشهد موت "على" والذى استغرق يوما كاملا، كما أن الجمهور كثيرا ما يتجمع حول الكاميرا فى مشاهد التصوير الخارجى، وهو ما يعطل التصوير كثيرا.
- ماذا عن مسلسلك الجديد "قضية صفية"؟
أتعاون فى هذا المسلسل للمرة الثانية مع السيناريست أيمن سلامة والمنتجين صادق الصباح وأمير شوقى، ويكتب حاليا أيمن سلامة العشر حلقات الأخيرة من المسلسل استعداداً لبدء تصويره قريباً، وتم الاستقرار نهائياً على قيام الفنانة مى عز الدين والفنان طارق لطفى على بطولة المسلسل، وسيثير المسلسل جدلا كبيرا أكثر من الجدل الذى أحدثه مسلسل "ليالى" لأنه يتناول قضية تهم المصريين، ولكننى لن أصرح عنها حاليا.
- "ليالي" و"قضية صفية" بطولة نسائية، هل تتعمد العمل مع الفنانات فقط؟
ضحك بشدة وأجاب "أنت عايزنى أطلق شكلك كده"، وأضاف هذا جاء عن طريق المصادفة ولم يكن مخطط له بالطبع، وإذا جاءنى أى عمل بطولة أى فنان بالطبع سأخرجه فورا وما يهمنى هو العمل الجيد فقط، وليس أى شىء آخر.