خصصت صحيفة الإندبندنت افتتاحية عددها الصادر اليوم السبت، للتعليق على أول خطوة إيجابية تؤخذ منذ ثلاث سنوات فى قضية الجندى الإسرائيلى الأسير، جلعاد شاليط، وقالت إن هذا التبادل بكل المعايير كان أغرب تبادل للسجناء إن جاز توصيفه بالـ"تبادل"، وذلك لأن السلطات الإسرائيلية وافقت على الإفراج عن 20 أسيرة فلسطينية مقابل شريط فيديو يثبت أن شاليط لا يزال على قيد الحياة.
وبالفعل أظهر تسجيل الفيديو أن شاليط حى وبصحة جيدة ويقرأ جريدة فلسطينية صدرت حديثاً، كما أفرج فى الوقت نفسه عن 19 سيدة فلسطينية من السجون الإسرائيلية، على أن يفرج عن السجينة العشرين غداً الأحد.
وعلى الرغم من أن التبادل لا يبدو متكافئاً، إلا أن حقيقة حدوثه ترسل عددا من الإشارات الإيجابية والمشجعة، أولها أن الجندى المختطف لا يزال على قيد الحياة ولم يتعرض للقتل أثناء الحرب الإسرائيلية الأخيرة ضد غزة.
أما ثانى هذه الإشارات المشجعة فيكمن فى أن حماس ترغب فى المضى قدماً مع إسرائيل، فهذا يعد أول اتصال تتلقاه الحكومة الإسرائيلية من شاليط منذ قرابة العام، وأول دليل مرئى على بقائه حياً يرزق.
والإشارة الثالثة حسبما تشير الافتتاحية متمثلة فى حدوث انفراجة فى قنوات التفاوض بين إسرائيل وحماس رغم الرفض الإسرائيلى الرسمى للحديث إلى حماس. ولقد حاولت مصر جاهدة على مدار ثلاثة أعوام التوسط بينهما ولكنها لم تحقق أية نتيجة إيجابية، كما عرضت ألمانيا خدماتها فى بداية هذا الصيف، وهو ما أسفر عن تحقيق بعض التقدم الملموس.
وعلى الرغم من أن الصفقة لا تبدو متكافئة، وهى بالفعل ليست كذلك، إلا أن إسرائيل لطالما قدرت قيمة جنودها الأسرى وأعربت عن استعدادها لدفع أغلى الأثمان مقابل استردادهم، وقد يكون هذا أحد أهم الأسباب التى أبقت على حياة الجندى الإسرائيلى الأسير لدى الحركة الإسلامية حماس، وذلك لأنها لا تستطيع تحمل نفقة حياة شخص تساوى حرية ألف فلسطينى.
وتختتم الافتتاحية بالقول، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نيتانياهو رحب بشكل حذر بالأمر، إلا أنه مع ذلك أكد أن موضوع إطلاق سراح شاليط لا يزال بعيدا، ولكن مصير هذا الجندى يمثل نقطة حاسمة فى العلاقات الفلسطينية الإسرائيلية بشكل عام، وإثبات أنه حى يرزق أحدث تقدماً ملحوظاً.
افتتاحية الإندبندنت: صفقة شاليط غير متكافئة لكنها تدعو للتفاؤل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة