نبيلة 26 سنة صماء ولم تحصل على الابتدائية بس فازت بالجائزة الذهبية فى الأولمبياد المعلوماتية

الخميس، 29 أكتوبر 2009 08:19 م
نبيلة 26 سنة صماء ولم تحصل على الابتدائية  بس فازت بالجائزة الذهبية فى الأولمبياد المعلوماتية نبيلة عبد الكريم
صلاح المسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
«أنا لم أحقق شيئاً بعد» هذه هى الجملة التى قالتها نبيلة عبد الكريم باشا 36 عاما، بلغة الإشارة، وهى تتصفح أوراق ملفها، وتعود بذاكرتها 10 سنوات للوراء لتتذكر كيف كان المشوار.

فى دمنهور، نشأت نبيلة كطفلة صماء، ورفض والدها أن يلحقها بمدارس الصم والمعاقين لتدخل نفس المدرسة التى تدرس بها أختها الكبيرة السامعة، كانت ترتدى سماعة كبيرة مما جعلها مثار سخرية لزملائها الذين ظلوا يعيرونها بصممها، ويشيرون لها بأن لسانها مقطوع.
رفضت الذهاب إلى المدرسة حتى قررت إدارة المدرسة نقلها إلى الصف الثالث الابتدائى، حيث تدرس أختها إلا أنه لم تكد تمضى 3 سنوات إلا ورسبت فى الشهادة الابتدائية، وتزامن ذلك مع وفاة والدتها التى كانت تعلمها القراءة والكتابة، وحاول الأب وقتها أن يتولى تلك المهمة إلا أن مسئولياته والحمل الملقى على عاتقه حالا دون ذلك.

تخرجت أختاها فى كليتى الآداب والخدمة الاجتماعية، أما هى فبقيت فى المنزل، مهمتها الأولى هى تنظيف البيت والرسم فى أوقات الفراغ، وفى إحدى المصالح الحكومية، فوجئت بسيدة تترك لها ورقة صغيرة كتب عليها «فيه مدارس كتير للصم ،ليه متعلمتيش» لتلمس برسالتها الوتر الحساس، لتثور وتعاتب والدها على إهماله فى تعليمها حتى تحولت مثار سخرية الجميع.

حاول الأب التخفيف من ثورتها وتعويضها ما فاتها من التعليم من خلال إحضار مدرسة فى البيت، إلا أن هذا الوضع لم يستمر طويلا، حيث توفى والدها وانقطعت صلتها بالتعليم.
وبالصدفة البحتة، قادتها قدماها لإحدى الجمعيات المهتمة بالصم لتكتشف أنها غير قادرة على التواصل معهم، فهى لا تجيد لغة الإشارة وهم أميون رغم حصولهم على دبلومات فنية.

واقتحمت مجال الكمبيوتر لتحصل فى أقل من ثلاثة شهور على الجائزة الذهبية فى الأولميبياد المصرية للمعلوماتية، لتبهر كل من يعرف أنها لم تحصل حتى على الشهادة الابتدائية.
ومن دراسة الكمبيوتر إلى تدريس أساسيات الكمبيوتر والبرمجة ومحاضر للصم فى الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا ومدرب ICDL وفوتوشوب وحصلت على دورة فى هندسة البرمجيات والتخطيط الاستراتيجى.

ولم تكتف بذلك حيث اشتركت فى تأهيل مدرسين لمنهج محو أمية الصم، حيث حصلت من جمعية أصداء لرعاية المعاقين سمعيا على لقب «سيبويه الصم» لدورها المتميز فى التحليل البصرى لمفردات اللغة العربية المكتوبة، ووضع الإشارات المناسبة لها بعد أن وصلت بإدراكها اللغوى للغة العربية للمستوى التحليلى، يساعد الصم على دراسة اللغة العربية التى يصر الكثير من أساتذة اللغة، أنها لغة منطوقة لا يصح تحويلها إلى لغة الإشارة.

ورغم كل تلك الشهادات التى حصلت عليها، يظل بداخلها رغبة فى الحصول على شهادة محو الأمية لتكمل دراسة المرحلتين الإعدادية والثانوية بنظام المنازل، وتلتحق بالمعهد العالى للصم والذى تتولى جمعية أصداء تأسيسه، ولا يقتصر تفكير نبيلة التى ترفض الزواج حتى الآن على تطوير نفسها، بل يمتد ليشمل كل الصم الذين تحلم أن تؤسس لهم مركزاً متخصصاً.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة