محمد مجدى يكتب: المنتصر

إذا ما هجم الحـُزن عليك
فلا.. لا تنكسر
بحر صاخب أنت موجة
يعلو ومن قبل ينحسر
إذا ظننت أنك تنهزم فقل
محال للكون أن ينتثر
ملك جبار أنت لو خسر
مرة فألف ألف ينتصر

إذا هجم الحُزن عليك فلا تظنن الدنيا دانية إلى الزوال، اعلم إنها تفتح لك آفاقا جديدة أرحب وأوسع وأغنى. إن المعادن الكريمة لا يظهر كرمها إذا لم تحترق، أرأيت، يا أخا الدنيا، الشمعة، كُن شمعة تُسخر ألمها لفائدة الآخرين، أرأيت يا أخى، الشمس تأتى بعد إظلام، كن الشمس للكواكب، كن إمامهم فى الوجود.

لا تظنن يا أخى، إن كنت فى عـُزلتك وحيد أنك فى شر، العُزلة مصير المبدعين والفنانين، هم الفرح الآتى من أعماق الألم، هم أنشودة الحياة الخالدة التى لولاها لضللنا الطرق.

لا تكره حزنك، لا تحقد على ألمك، لا تلعن عدوك، فكيف تكره أو تحقد أو تلعن من تَسبب فى عظمتك وخلودك !!

لا تـَنبذ عدوك، ولا تقاطعه، قربه إليك، وامدح خصاله الطيبة. أراك تستغرب نُصحى، أنسيت أن الواجب رد الجميل بجميل أفضل منه. بلى، عدوك إذ يُخطئ فى حقك، إذ يحرمك من سعادتك، إذ يتقول زورا ً عليك، عدوك إذ يسعى فى دمارك، يقدم لك الخير دونما يدرى!. إن الأقدار لتمكر، وأنك لتعلو كلما زاد لأعنيك ومضطهديك وحارميك، أنك لتجاوز قامتك السحاب، بينما قامته عند أظافر قدمك!!

الحزن هبة الحياة، فلا تبتئس به. حزنك لو تعلم كنزك. أمِن العقل كره الكنوز ؟! قابل الشر بخير، بجمال، بإبداع، بفن، قابل الجحود بالشكر، والإهانة بالامتنان. إن الموج إذ يعلو ينظف قاعه من الأدران.