اعتبرت مؤسسة "ماعت" للسلام والتنمية، أن أرواح ضحايا قطار العياط لن تهدأ بإقالة وزير النقل التى أخذت شكل الاستقالة، ولكن ما كان يجب أن يحدث هو محاسبة الوزير والمسئولين معه أولاً على الإهمال المتعمد الذى أودى بحياة عشرات الأبرياء الذين لا ذنب لهم إلا أنهم صدقوا إعلانات الوزير ووزارته عن التطوير الوهمى والطفرة التى أحدثها فى قطاع السكك الحديدية.
وعلى الرغم من ترحيب "ماعت" بترك وزير النقل موقعه فى الوزارة، سواء كان هذا الأمر بمبادرة شخصية منه أو بأمر من القيادة السياسية، إلا أنها لا تزال تصر على مطالبها بضرورة تشكيل لجنة تقصى حقائق مشكلة من برلمانيين وأعضاء بالجهاز المركزى للمحاسبات وممثلى منظمات مجتمع مدنى للوقوف على أوجه إنفاق مخصصات تطوير مرفق السكة الحديد خلال السنوات الثلاث الماضية وتحديد مواطن القصور والمتسببين فى الإهمال وعدم الاكتفاء بمحاسبة السائقين وعمال الإشارات وتحميلهم وحدهم المسئولية الجنائية، بينما يفلت الفاعلون الحقيقيون بمسئوليتهم السياسية.
وطالبت "ماعت" بضرورة تشكيل لجنة فنية محترفة تختص بوضع خطة شاملة ومحددة زمنياً لتطوير مرفق السكك الحديدية وتنقية إدارة هيئة سكك حديد مصر من الفاسدين والمتربحين من مناصبهم وتولية أهل الخبرة لا أهل الثقة.
وتستعد "ماعت" حالياً لعقد جلسة استماع خلال شهر نوفمبر لتضم القيادات الطبيعية وأعضاء المجالس الشعبية المحلية والمسئولين التنفيذيين بهيئة السكك الحديدية والمحليات، وذلك بقرية جرزا بمركز العياط التى شهدت الحادث الأليم للاتفاق على ما يمكن أن تقدمه الجهات المحلية من وسائل أمان لخطوط السكك الحديدية التى تمر بالقرية وشهدت أكثر من حادث مشابه.
ويأتى ذلك فى إطار أنشطة مشروع صوت المواطن الذى يتم تنفيذه بعدة مناطق من بينها مركز العياط ويهدف إلى تفعيل دور المجالس الشعبية المحلية المنتخبة وتطوير آليات فعالة لرصد مشكلات المواطنين فى عدة محافظات مصرية.
"ماعت": أرواح ضحايا العياط لن تهدأ باستقالة وزير النقل
الخميس، 29 أكتوبر 2009 07:51 م