لأن (ز) 32 عاماً أو (سحر) كما ينادونها تعودت أن الكل يأتى من أجل الصفقة، ويأخذ حلاوته بالآلاف، فهى تستقبلك فى بيتها بكل سهولة إذا لم تكن تعرفك، تجتذب يدك وتنفض مكان جلوسك وتلاحقك بعد ذلك بالقول: «لو تعرف واحد سعودى والنبى جوزهولى، أو لوعندك حد يسفرنى بأى ثمن عرفنى عليه، وهاحليلك بوقك، ومع سحر دار هذا الحوار:
و«النبى عايزه أشوف بنتى».
ليه، هى مش معاكى؟
- لأ.. طبعاً، أمال أنا نفسى أشوفها ليه، أصل أنا سيبتها مع أبوها السعودى ونزلت مصر من غيرها.
وتبدأ سحر فى سرد حكايتها، تقول: احنا كنا خمس أخوات أمى جوزتنى لابن عمى، وبعد 3 سنين ربنا رزقنى بطفل بس مات فى حضنى، وملحقتش اتهنى بيه، كنت صغيرة وجات لى صدمة نفسية، وتكررت الصدمة حين استلمت ورقة طلاقى من ابن عمى، الذى لم يتحمل نوباتى الهستيرية وصراخى فى الليل حزنا على ابنى.
ومتى تزوجت الرجل السعودى؟
- مرت بعدها سنوات حتى دق بابى «ح.ص» أكبر سمسار فى الحوامدية، وكان عمرى وقتها 19 سنة، وبشرنى بعريس سعودى يبلغ من العمر 65 عاماً، أنا ما صدقت، فدفع لى مهراً قيمته 30 ألف جنيهً لم تلمسها أيديا، فرحت بركوب الطيارة وأول ما نزلت فى المطار أمسك بيدى العريس وتركنى فى سيارة أجرة، وأعطى السائق العنوان «ديرة تاتليس فى جدة» وهناك اصطدمت بالواقع، اكتشفت أن العريس راعى غنم وإبل ويعيش فى خيمة، عشت 8 سنوات فى الخيمة، أصحى أرعى الغنم فى الجبل وأرجع، وبالليل أعانى مع رجل مسن لا يقدر على فعل أى شئ، فينهرنى ثم ينام.
وبعدين؟
- السنوات الثمانى امتدت لتصبح 15 عاماً كانت حصيلة زواجى وعشرتى مع رجل مريض بالسكر وخشونة المفاصل، وفجأة بدأ يبخل علىً، ولم يتبق عندى شيئاً أرسله لأمى، فكان الحل إرسال عريس سعودى آخر لأختى الصغرى «ملكة»، وتكررت القصة حيث جاورتنى أختى فى القيسومة بحفر الباطن.
يعنى أصبحتم اتنين أخوات متجوزين سعوديين ومتفرقين فى بلد واحدة؟
- أيوه، بس بنجيب فلوس لأمنا، بعد فترة أنجبت أنا بنتاً، وخدمت الكبير والصغير من أهله، حتى استيقظت فى أيامى الأخيرة من هذه الزيجة على صوت أخيه الأصغر يخبرنى أن الشيخ سيطلقنى، ظننته يمزح، ولكنه أكد لى أنه سيرحلنى إلى مصر، وسيرسل لى ابنتى وورقة طلاقى، إلا أنى فوجئت بهم يتصلون بى تليفونياً بعد عودتى لكى يخبرونى أن «الشيخ» مات، وأنى لن أرى ابنتى تانى.
صرخت، بكيت، انهرت، ولا فائدة، حاولت إيجاد محام فأخبرنى ابن السمسار أنى لن أحصل على شىء لأن زواجى لم يكن رسمياً، وأنهم «مبيجوزوش حد رسمى».
سحر: اتجوزت مرتين ومكسبتش حاجة بس «لوتعرفوا واحد سعودى والنبى جوزهولى بأى ثمن»
الخميس، 29 أكتوبر 2009 06:56 م