الندوة لم تخلو من السخونة على الرغم من دماثة الرسام الأمريكى ومغازلته لمدير الندوة الفنان جمعة، بإعلانه ترحيبه الشديد بتجديد التعاون بين الفنان المصرى وبين الموقع الذى يديره الرسام الأمريكى كوكيل أعمال لدى 900 جريدة ومجلة. حيث أكد جمعة إنه يرى أن 90% من الرسوم الكاريكاتيرية الأمريكية منحازة ضد العرب والمسلمين وتنم عن عدم فهم وسطحية، وإن كانت أمريكا فى الوقت نفسه لم تنشر الرسوم المسيئة للرسول. وطالب بضرورة تصحيح صورة العرب على يد الرسامين الأمريكيين، لكى يعّلم الرأى العام هناك التسامح وقبول الآخر.. مع الأخذ فى الاعتبار أن الرسوم العربية الخاصة بالقضية الفلسطينية لا تصل أمريكا. واسترسل جمعة يقول: نحن والفلسطينيون نعانى الآن معاناة الهنود الحمر الذين تشعر أمريكا تجاههم بالذنب. فبعد 11 سبتمبر بأربع ساعات فقط تمت إدانة العرب والمسلمين وتم عمل رسوم تصور الولايات المتحدة وإسرائيل توأمين وأن كلاهما ضحايا للعرب والمسلمين.
الرسام الأمريكى حاول التملص من الإجابة على سؤال حول الرسوم المسيئة للرسول وعدم تفهم عدد من الرسامين الغربيين لحساسية الاستهانة بالمشاعر الدينية، لكنه اضطر فى النهاية للقول بأن الرسام الدنماركى لم يقصد الإساءة، لكن رئيس التحرير هو الذى كلفه وهو موقف لا أقبله وأفسره بأن رئيس التحرير تضايق لأنه لا يستطيع مهاجمة الرسول فى مقال فكلف من يسىء له فى رسوم.. وهذا يعد كاريكاتير تحريريا يعبر عن موقف الصحيفة. والسؤال الذى كان من المفترض على الرسام أن يطرحه على نفسه هو: لماذا يجب أن أسيئ خاصة وأن الجميع لن يلتفتوا لمضمون الكاريكاتير وسيسترعى انتباههم فقط الإساءة. وهذا عمل يندرج تحت بند: أقوم بشىء غبى لكى أثبت أننى أستطيع عمل كل شىء.
وفى إطار مواز أوضح الرسام الأمريكى أن المحاذير التى يضعها فى حسبانه عند رسوم رسومه تتمثل فى مراعاة "متطلبات السوق" حتى يتم نشر أعمالنا، لأن ما يتم تصنيفه على أنه رسم عنصرى لن يتم نشره. كما أنه من المحظور أن أهاجم أو أسخر من جيرانى أو من زوجتى السابقة لأنهم ليسوا شخصيات عامة.
وفى المقابل كنت سعيدا جدا بتصرفات بوش الحمقاء لأنها تساعد على رسمه فى رسوم كاريكاتيرية عديدة، وهو ما فعلته بالفعل.. فى تغطيتى لتورطه فى العراق وأفغانستان وارتفاع أسعار الوقود والكساد. أما بالنسبة لأوباما فلم تتضح معالم سياسته بعد حتى أعبر عنها فى رسوم كاريكاتيرية، لكنى صورته بعد فوزه بجائزة نوبل على هيئة شخص عارى تماما بينما تغطى الميدالية (الجائزة) سوءته. وقد صوره أحد الرسامين المعارضين له فى أمريكا مؤخرا على هيئة ميكى ماوس تعبيرا عن اقتناعه بأنه خاوٍ من الداخل ولا يجيد سوى الحديث فقط. الرسام الأمريكى عرض على هامش الندوة بعض رسوماته التى تركز على مهاجمة كوريا الجنوبية وبوش وتهاجم إسرائيل وحماس على حد السواء.
