انتقد عدد من القيادات الناصرية وقيادات الأحزاب اقتراح الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل بتشكيل لجنة لنقل الحكم بشكل آمن، وذلك فى حلقة نقاشية استضافها الحزب العربى الناصرى، مساء أمس، الأربعاء، بحضور الإعلامى حمدى قنديل.
بداية، أكد الدكتور حسام عيسى، نائب رئيس الحزب الناصرى، ضرورة مناقشة كل الأفكار التى تحرك المجتمع الراكد، ومنها اقتراح هيكل، لأنها تمس الحياة السياسية والدستورية، مطالبا بمناقشة الاقتراح بأسلوب علمى من خلال طرح عدد من الأسئلة الهامة، منها هل هى مفيدة للمجتمع أم من الضرورى تطويرها.
واختلف د.إبراهيم العيسوى، القيادى بحزب التجمع مع رأى عيسى، معتبراً أن الأسماء التى اقترحها هيكل لتشكيل لجنة لا قيمة لها لدى النظام، كما أن بعضاً منها جزء من النظام نفسه مثل د.أحمد كمال أبو المجد ود.أحمد زويل.
ووصف العسيوى اقتراح هيكل بأنه طريقة مختصرة وسهلة إلى التغيير، ولكنها لا تحدث تغيرا جذريا، مؤكد أن المبادرة هى غير عملية، لأنه يعهد بشخصيات بعيدة عن الحياة العملية والسياسية والحزبية.
ودعا العيسوى إلى ضرورة تشكيل جبهة من الأحزاب للقيام بمبادرة حقيقية وواقعية، لكنه وصف الأحزاب القائمة بأنها تشبه "سكان المنازل الآيلة للسقوط، "موضحا أنها لا تتحرك بل تظل خاضعة للمخاطر والأمن وعوامل أخرى، مطالبا هذه الأحزاب بالتحرك قبل أن ينهار البيت على رؤوسهم.
أما الإعلامى حمدى قنديل فطالب بضرورة تشكيل لجان شبابية من الأحزاب لعمل مرجع لمعرفة الأزمات الحقيقية التى يقع فيها البلاد وتكوين جبهة تتضمن الأفكار المشتركة فى المبادرات التى طرحت مؤخرا، وعددها 8 مبادرات، ثم يتم عقد جلسة مغلقة، لبحث سبل التقدم خلال العامين القادمين وهى فترة وجيزة جدا.
فيما وصف محمد الخولى، كاتب ناصرى، اقتراح هيكل بأنه "بلونة اختبار" للنظام، وهو ما فعله السادات فى الماضى مع هيكل، فعندما كان السادات يريد شيئا كان يسربها لهيكل الذى يقوم بدور المسرب لمعرفة ردود الأفعال فى المجتمع.
واقترح الخولى بضرورة تعديل الدستور على ألا تزيد فترة الرئاسة عن 6 سنوات فقط، على أن يعقبها تشكيل جبهة وطنية تتضمن كل القوى السياسية والأحزاب، ويضاف لها كل الأشخاص الذين يريدون الترشح لمنصب الرئيس، بالإضافة إلى الأسماء التى طرحها هيكل فى مبادراته وهدفها التفكير فى مستقبل مصر.
بينما قال السفير أمين يسرى، إن الرئيس مبارك لم يعمل أبدا فى السياسة، وأنه ظل قبل توليه الحكم رجلا عسكريا، فلماذا لا نجرب أيضا من لا يملكون الخبرة السياسية.
الدكتور رفعت لكوشة فى كلمته وجهه عددا من الأسئلة أهمها ماذا لو رحل الرئيس أثناء الفترة الانتقالية؟، وأجاب أنه من الضرورى التفكير عمليا لحل أزمة الرئاسية فى مصر، واصفا هيكل بأنه رجل مخلص لمستقبل هذا البلد، ولكن المشكلة التى وقع فيها أنه اختار نخبة فى مبادرته لم تقدم شيئا للوطن، مؤكد أن هناك بعض الأسماء التى اختارها هيكل فى مبادرته تؤيد النظام الرئاسى وترفض النظام البرلمانى، وقال إنه منذ 4 سنوات كانت القوى السياسية مطالبة بكتابة دستور جديد، ولكنها لم تفعل شيئا.
وطالب لقوشة هيكل بتقديم مبررات عن الأسماء التى طرحها، ويجب أن يعلم هيكل بأن مشكلة الرئاسة ليست بالبساطة التى طرح لها مثل هذا الحل، لأن هناك مؤسسات كبيرة فى البلد وصعب فرض هذا التصور الهيكلى.
فيما هاجم أحمد حسن، الأمين العام للحزب الناصرى مبادرة هيكل قائلاً، "إنه ألغى الأحزاب والعمل الحزبى خلال 30 عاما، ولا نعرف لماذا تدخل هيكل الآن بهذه الأفكار التى تساعد النظام على فعل أشياء ضد الديمقراطية".
الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة