>> فاز بالميدالية الذهبية فى السباحة وألعاب القوى وشاطر فى الحساب
عندما فاز «حسام» بالميدالية الذهبية فى السباحة وألعاب القوى من مركز شباب الجزيرة، لم تصدق والدته سناء 55 سنة نفسها، وعندما شارك فى الورش التدريبية التى تقيمها الحديقة الثقافية بالسيدة زينب كانت دهشتها ومفاجأتها وفرحتها أكبر، فـ«حسام حامد رمضان» 24 سنة، هو الابن الأصغر لها بعد رامى 30 سنة، إلا أنه ولد من ذوى الاحتياجات الخاصة، علمت والدته بإعاقته الذهنية منذ الأسبوع الأول من عمره، ولأن التجربة جديدة عليها وصادمة، فقد تألمت فى بداية الأمر ثم تذكرت أن ما لا يمكنه قتلها من شأنه أن يقويها، وبالفعل بدأت فى المتابعة لحالة حسام مع طبيب مختص، وذاكرت حالته، لتسهر الليل والنهار فى محاولات دءوبة لترجيح كفة الإيجابية فى حياتها، وحياة حسام أيضاً.
عندما تشرع فى الحديث مع حسام يدهشك وعيه، وثقته بنفسه وفخره أيضاً، ستسمع كلمات: «أنا وسيم وزى القمر وكل البنات بتحبنى، بس أنا بحب حنان ترك ونفسى أتجوز مى سليم»!
ربما تضحك، أو حتى ترثى لحاله ولكن الحقيقة هى أنه مثار فخر وسط أسرته وأصحابه، تقول والدته: «وهو فى سن ست سنين ذهبت به إلى المدرسة الفكرية للوحدة والوطنية، وبعد 10 سنين انتقل إلى مدرسة فاطمة الزهراء فى عابدين، وهناك تعلم فيها النجارة والزخرفة والرسم والنحت، ولكننى لم أكتف بالمدرسة فأشركته فى الحديقة الثقافية، وتميزه ظهر هناك أيضاً، والجميع يعرفه ويحبه».
بقية حديث الأم أكمله حسام، يقول: «أنا شاطر فى الحساب، وكمان بساعد ماما وبأنزل اشترى الفينو، والزبادى، والدقيق، وكل حاجة ماما تقولى عليها، ده أنا بعرف أعوم على فكرة وعندى جوائز كتيييره، وعندما أغضب أعبر عن غضبى بالرسم وأنفس عن طاقاتى بالسباحة ورفع الحديد زى ما ماما علمتنى دايماً، ونفسى أنا واللى زيى يتعملّنا قرية كبيرة وفيها اخواتى اللى شبهى تمام، ويبقى فيها رعاية وعناية ونعمل اللى إحنا عايزينه.
نظيف، مرتب، أنيق، هادئ، اجتماعى، ويحضر كل المناسبات، مرح، يحب الغناء وسماع حمادة هلال، هذا هو حسام كما تصفه أمه، وكمان مؤمن بربنا ودى قصة تانية - تضيف والدته - فعندما توفى والده حزن حزناً شديداً ودمعت عيناه، وعندما ذهب إلى المدرسة ورأى كل الآباء مع أبنائهم، زاد حزنه على فراق أبيه، ورجع يقول «أنا مش عندى بابا ليه» وحينها جلسنا معاً نتكلم حتى فهم وأدرك الإيمان بالله.
ولـ«حسام» أحلام، يقول: نفسى أبقى مدير عام لبنك كبير، ويبقى عندى فلوس، وبودى جارد وبس!.