إذا كان مخرج المسافر مقتنعا بفيلمه فلماذا وافق على رغبة «الثقافة»بإعادة المونتاج وهل يمكننا بالمثل مطالبة الوزير بتعديل ألوان لوحاته؟

الخميس، 29 أكتوبر 2009 06:50 م
إذا كان مخرج المسافر مقتنعا بفيلمه فلماذا وافق على رغبة «الثقافة»بإعادة المونتاج  وهل يمكننا بالمثل مطالبة الوزير بتعديل ألوان لوحاته؟ أحمد ماهر
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أزمات فيلم «المسافر» مازالت تتوالى، فبعد موقف الفنان عمر الشريف من الفيلم والذى أنكره صناع العمل، حيث سارع بعضهم بتأكيد أن الشريف راض تماما عن مستوى الفيلم، وهو ما تأكد عدم صحته حسبما ذكر الناقد سمير فريد، الذى أوضح أن الشريف اشترط لحضور مهرجان أبوظبى السينمائى كنجم من نجوم المهرجان، أن تتم إعادة مونتاج فيلم «المسافر» وبالفعل وافق مخرج العمل أحمد ماهر على إعادة المونتاج وعرضت النسخة فى أبوظبى بعد أن تم حذف 12 دقيقة منها، ورغم ذلك لم يحضر الشريف وانصرف عن المشاركة تماماً فى المهرجان.

وأكد سمير فريد أيضاً أن هناك لجنة فرعية تم تشكيلها، وطالبت هذه اللجنة المخرج بإعادة مونتاج النسخة مرة أخرى للتغلب على إيقاع الفيلم شديد البطء، والمفارقة أن الدكتور فوزى فهمى، رئيس لجنة المهرجانات، أكد أن لجنة المهرجانات ليس لها علاقة بالأمر من قريب أو بعيد، ولفت الناقد سمير فريد الانتباه إلى أن هذه اللجنة لم تحصل على موافقة لجنة المهرجانات والتى ليس من مهامها مثل هذه الأمور، ويبدو الأمر لغزاً فمن أمر بتشكيل تلك اللجنة ومن هم أعضاؤها؟ وهل هى لجنة سرية لا يصح أن يعرف عنها أحد وتعمل على إنقاذ الموقف؟ ويطرح فيلم المسافر عدة أسئلة وجودية عن الحياة والموت والانتماء والمجتمع المصرى، مؤكدا فكرة أنه لا يهم من وضع البذرة ولكن الأهم كيفية تشكيلها، فأحداثه تدور فى 3 تواريخ، ويبدأ الجزء الأول فى عام 1948، والجزء الثانى عام 1973، أما الجزء الثالث فيبدأ عام 2001.

الفيلم به العديد من العناصر الفنية المتميزة، لكنه لم يمس من شاهدوه من قريب أو بعيد كما أكد معظمهم، وكما تدل مغادرة معظم من كانوا فى القاعة عند عرضه فى فينسيا، حيث قالوا إنهم شعروا بأن هناك حاجزاً بينهم وبين الفيلم، والبعض وصف من لم يعجبهم الفيلم بأنهم فاسدو الذوق وجهلة.

رغم هذا كله فلا ينبغى للمخرج أن يخضع لرغبات جهة الإنتاج حتى لو كانت وزارة الثقافة، لأنه لا توجد سلطة على الإبداع، وفى النهاية أحمد ماهر مخرج قدم فيلما يحمل رؤيته الخاصة، وأزمة الفيلم لخصتها وزارة الثقافة فى إيقاعه البطىء وهى ليست كذلك بالتأكيد، فالإيقاع البطىء جزء من بناء الفيلم اختاره المخرج عن قناعة بهدف خلق حالة تأملية، وهناك الكثير من الأفلام العالمية شديدة التميز لمخرجين اتسم إيقاعهم بالبطء، لكن أزمته الحقيقية فى برودته، حيث يبدو كلوحة فنية خالية من الروح.

المخرج المبدع لا يجب أن تقهره أو تهزه شركة الإنتاج، ولن نتحدث هنا عن إهدار المال العام حيث تطلب عملية إعادة المونتاج نصف مليون جنيه، ولن نطالب بإحالة الملف المالى للفيلم إلى الجهاز المركزى للمحاسبات كما قال الناقد حمدى حسين، لكننا نتحدث فقط عن حق المبدع، وهو ما يجب أن يسأل عنه وزير الثقافة فاروق حسنى ود. فوزى فهمى، فهل يستطيع أحد أن يطلب من فاروق حسنى تغيير أحد العناصر الفنية بأى لوحة من لوحاته لأن مثلا ألوانها لم ترق له، فمخرج المسافر قدم عمله وليس من الضرورى أن ينال رضى 80 مليونا، فيجب احترام وجهة نظر المخرج الإبداعية حتى لو اختلفت مع البعض.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة