تشارك جريدة اليوم السابع القليل من الصحف الأخرى فى محاربة أكبر خطيئة يمكن أن ترتكب فى حق المجتمع المصرى هذه الأيام، وأقصد بها خطيئة قمع آراء المتحمسين الناشطين من القراء المصريين، ولعل اليوم السابع من أكثر المواقع الإلكترونية اهتماما بعرض أفكار كافة المصريين فى إطار من الحرية خفيفة الظل ثقيلة الأثر، ولعلنى لا أبالغ إذا رأيتها تؤسس لنفسها مكانة مرموقة فى الصحافة المصرية والعربية فى القريب العاجل، فالمجتمع المصرى يمر بحالة مستمرة من المخاض السياسى العسير تحتاج لجهود حثيثة تساعد رحم المجتمع على ولادة نظام جديد يرفع شأن الفرد ويحمى حقوقه العادلة فى الحياة الكريمة، ويضمن مشاركة الجميع فى تنمية واستثمار خيرات الوطن ثم التوزيع العادل للناتج القومى على كافة المواطنين، طبقا لمساهمة كل منهم فى رقى المجتمع.
ويتطلب هذا المخاض السياسى بالضرورة أن تفتح وسائل الإعلام كافة الأبواب أمام مشاركات الأفراد ومناقشاتهم فى عمليات اتصال دائرية تتغير فيها مواقف وآراء المرسل والمستقبل تغيرا إيجابيا يسفر فى النهاية عن توافقات اجتماعية عامة على أهم القضايا الوطنية.
ومن المستقر أن حجب آراء الأفراد من فئات المجتمع المختلفة يتسبب فى بتر أطراف الحوارات الشعبية وغلق نوافذ الاهتمامات الفردية بالقضايا العامة وتأصيل حالات اليأس من التغيير والإصلاح، وينتهى الأمر بالمزيد من الانهيار التنموى والأخلاقى للمجتمع، لذلك يحق لنا وصف حجب آراء الأفراد بالخطيئة الكبرى التى يرتكبها الجهاز الإعلامى للنظام وبعض المنابر الإعلامية الخاصة التى ترفع شعارات المعارضة، وهى فى الحقيقة لا تعارض النظام الحاكم بقدر ما تعارض التوجهات الاجتماعية الأخرى التى يعبر عنها الأفراد، فالكثير من الصحف الخاصة التفت حول نفسها واكتفت بعرض أفكار فئة محدودة من الكتاب المشهورين الذين يكتبون عدة مقالات فى عدة صحف يوميا، بالإضافة لصحفيين عاملين بهذه الصحف يعتبرون الكتابة حقا مشروعا لهم لضمان التواجد على الساحة، وفى الحالتين يكون ذلك على حساب مشاركات أفراد المجتمع المعبرة بصدق عن الرأى العام الحقيقى، وهكذا وقفت معظم الصحافة الخاصة مع صحافة السلطة على مسافات واحدة تقريبا من حرية الرأى والتعبير عن المشاركات الاجتماعية، وهى بذلك تشارك صحافة السلطة فى ارتكاب الخطيئة الكبرى التى تقصم ظهر المجتمع الحقيقى لصالح فئات طفيلية تكتب عن شعب لا تعرفه، ومن هنا يأتى الدور الهام الذى يكاد اليوم السابع ينفرد به عندما يفتح الباب على مصراعيه لمقالات القراء من كل حدب وصوب، ويمكن لكل باحث أكاديمى أن يصنف مقالات القراء بالطرق الإحصائية المناسبة، ليصل إلى نتائج واقعية عن الرأى العام المصرى الحقيقى تجاه معظم القضايا الهامة، بل لعلى أزعم أنه يمكننا الحصول على نتائج لافتة عن طبائع وخصائص الشخصية المصرية الحديثة التى لم تعد تحظى بالاهتمام البحثى الواجب، ولعله يحسن بنا فى هذا المقام أن نشد من أذر اليوم السابع ليواصل هذه التوجهات، ونقترح على القائمين بالموقع تصميم برنامج إحصائى للتعبير عن نوعية القضايا والآراء المعروضة فى مقالات القراء، ولعله يكون من المناسب تعديل الاسم إلى مجتمع القراء، على أن تتم مداخلة كتاب الجريدة والموقع على الآراء المعروضة، ومن أهم المميزات التى يمكن لليوم السابع التفرد بها أن يتم تصميم موقع معترف به لاستطلاع الرأى العام المصرى داخل الموقع الإلكترونى لليوم السابع، على أن يتم اختيار مندوبى استطلاع فى أهم المدن والمراكز والقرى المصرية، ولسوف يتعجب الكثيرون من نتائج هذه الاقتراحات التى تزيد أعداد المشاركين من الآلاف إلى الملايين فى المستقبل القريب.
وهكذا يرتفع اليوم السابع عن ميدان الخطيئة الكبرى الذى يتسابق فيه الآخرون، وهو يحجز لنفسه مكانة هامة فى إنجاح المخاض السياسى المصرى، ولعلنا نرى معه قريبا اليوم الذى يأتينا فيه مولود الحرية والديمقراطية.
أيمن على حمد يكتب: المخاض السياسى والخطيئة الكبرى
الخميس، 29 أكتوبر 2009 12:56 م