صدر مؤخرا عن المجلس القومى لثقافة الطفل، كتاب جديد تحت عنوان "كيفية إدارة الوقت" للدكتورة عبير أنور التى حصلت على جائزة سوزان مبارك لأدب الطفل 2006 وجائزة شومان لأدب الطفل بالأردن 2009.
عرفت عبير فى بداية كتابها معنى إدارة الوقت، وهو يعنى فى المقام الأول إدارة الذات، وهى عمليه الاستفادة من الوقت المتاح والمواهب الشخصية المتوفرة لدينا لتحقيق الأهداف المهمة المحددة مع الحفاظ على تحقيق التوازن بين متطلبات العمل والحياة الخاصة وبين حاجات الجسد والروح والعقل، مضيفة أن هناك نوعان للوقت: وقت يصعب تنظيمه وإدارته وهو المخصص للأكل والعلاقات الأسرية، والنوع الثانى يمكن تنظيمه وهو الوقت المخصص للعمل، وهو مقسم لنوعين (وقت الذروة ونكون فيه فى كامل نشاطنا وحضورنا الذهنى – وقت الخمول ونكون فيه أقل تركيزاً).
عرضت الكاتبة إجابة لسؤال مهم وهو لماذا يهدر التلاميذ أوقاتهم؟ محددة عدة أسباب محتملة منها عدم إدراكهم لأهمية الوقت وعدم وجود أهداف واضحة لديهم وعدم وعيهم بالمهارات اللازمة لإدارة الوقت والاستغراق فى التفاصيل واكتسابهم مجموعه من السلوكيات والمعتقدات غير الصحيحة عن الوقت مثل "لا يوجد وقت لدى للتنظيم، ولا أحتاج لكتابة أهدافى على الورق لأنى أعرف ماذا على أن أفعل، وحياتى سلسلة من الأزمات المتتالية كيف أنظم وقتى؟".
وأشارت عبير إلى أن المشكلة هنا مقسمة لفئتين: مشكلات ترجع للتلميذ نفسه مثل عدم كتابة قائمة بالأنشطة المطلوبة وانخفاض دافعيته للإنجاز، وعدم وعيه بأهدافه الحياتية وقيمه الوقت. أما الفئة الثانية من المشكلات ترجع إلى البيئة ومن أبرزها عدم توافر مكان خاص للمذاكرة فيه، وعدم تنظيم الكتب وتراكم الواجبات غير المنجزة.
ووضعت عبير عدة مبادىء لتخطيط الوقت أهمها "مبدأ تحليل الوقت" عن طريق الاحتفاظ بسجل يومى لتسجيل الأنشطة التى سنقوم بها والزمن الذى سيستغرقه كل نشاط ، و"مبدأ ساعة الهدوء"، وهو أن تخلو بنفسك ساعة يومياً على الأقل ومن خلالها يتم إنجاز الأعمال الأكثر إلحاحاً، و"مبدأ الأولوية" لتحديد أهمية كل نشاط، و"مبدأ المرونة" فلا نغفل الوقت الذى نقضيه فى معالجة أى مشكلة طارئة لذلك يجب أن نتسم بالمرونة، و"مبدأ تنفيذ الخطة" لمقارنه ما حققناه فعلاً وما كان مخطط له، وأخيراً "مبدأ إعادة التحليل والتخطيط" لتفادى العودة إلى العادات السيئة فى إدارة الوقت.
ووضعت الكاتبة برنامجاً لتنمية مهارات إدارة الوقت يهدف إلى تنمية ثلاثة جوانب أساسية تشمل الجانب المعرفى والوجدانى والسلوكى، مدة البرنامج 8 جلسات تستغرق الجلسة العملية ساعتين يتم فيهم استخدام الأساليب التعليمية والفنية، كما وضعت خطة لكل جلسة متضمنة مضمونها والنتائج المطلوبة مع الاستشهاد بجداول عملية ليستعين بها المدربون فى البرنامج التنموى.