أكد الدكتور محمد عبد اللاه أمين العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى ولجنة مصر والعالم بأمانة السياسات، أن العلاقات المصرية السورية إستراتيجية، وسوريا تمثل امتدادا للأمن القومى المصرى، مرجعاً الخلاف فى وجهات النظر بين الدولتين إلى أن سوريا "مالت" فى سياستها الخارجية بشكل ملحوظ ومبالغ فيه للانطواء تحت السياسة الإيرانية.
وشدد عبداللاه فى حواره مع برنامج "30 دقيقة" على قناة أون تى فى، الذى تقدمه الإعلامية رشا نبيل، على أن مصر ضد عزل سوريا، لأن عزلها عربياً كما قال "يدفعها أكثر للارتماء فى أحضان إيران، وبالتالى فإن العلاقات المصرية السورية لن تصل أبداً إلى حد القطيعة".
ورداً على سؤال حول الهجوم المتكرر على السياسة الخارجية المصرية، قال عبداللاه إن مصر هى نقطة الإشعاع الحضارى ولا تستطيع أن تدخل فى هذا الجدل، و"لكن تبقى علينا مسئولية استغلال المنابر الإعلامية لشرح سياساتنا ومواقفنا الحقيقية، خاصة أن الكثير من أجهزة الإعلام الإقليمية ركبت موجة اتهام مصر، وكأنه مطلوب من مصر أن تدافع عن نفسها".
عبداللاه تحدث فى البرنامج عن ملامح ورقة مصر والعالم التى من المقرر أن يتم مناقشتها فى المؤتمر السنوى السادس للحزب الوطنى، وقال إنها تركز فى جزء كبير منها على المصريين فى الخارج، من خلال مقترح بإنشاء صندوق فى الدول التى يتواجد بها جاليات مصرية لحمايتهم حال تعرضهم لمشاكل، خاصة أن السفارات إذا كان لها أن تتدخل للحل، فهى لا تستطيع أن تعين محاميا للدفاع عن المصريين لقلة إمكانياتها المادية.
وأشار عبد اللاه إلى أن الحزب يجب أن يستجيب لنبض الشارع أثناء وضع سياسياته، خاصة فى موضوع السياسة الخارجية التى لا تتحرك مصر فيها من فراغ، وإنما تحكمها اعتبارات، فهى ضمن إطار المفهوم الواسع والشامل للأمن القومى المصرى، وقال إن "مؤتمر الحزب هذا العام سيركز على المصريين فى الخارج، باعتبارهم عنصرا مهما وفاعلا فى السياسة المصرية، خاصة أن عددهم يتراوح ما بين 6 إلى 8 ملايين مصرى، ولذلك نحن كحزب سياسى نهتم بهذا الأمر، خاصة فى ظل الاهتمام الإعلامى والمجتمعى بقضاياهم بعد أن تفاقمت مشاكلهم لأسباب عديدة منها زيادة عددهم وتكرار ظاهرة الهجرة غير الشرعية، وظهور ملامح عنصرية معينة فى بعض دول العالم المضادة لهذه الظاهرة".
وحول المشاكل التى يواجهها المصريين فى الخارج، قال عبداللاه إن العلاقة مع دول الخليج أكثر تنظيماً، لأن هناك تنظيما للتواجد، رغم وجود نظام الكفيل الذى غالباً ما يشهد إساءة لاستخدامه، أما فى أوروبا فإن غالبية القضايا المثارة ضد المصريين هى ناشئة عن أوضاعهم غير قانونية، خاصة أن من يذهب إلى الدول الأوروبية يعتقد أنه ذاهب إلى الحلم، دون أن يكون مؤهلا نفسياً ومهنياً ولغوياً للتعامل مع هذا المجتمع.
وأكد أمين العلاقات الخارجية بالحزب الوطنى، أن وزارة الخارجية تبذل جهداً كبيراً لحل مشاكل المصريين فى الخارج، ولكن تظل المشكلة فى كيفية تدعيم هذا الجهد بأمرين، الأول زيادة أعداد القنصليات المصرية فى الخارج، لكى خاصة فى الدول التى تشهد كثافة عمالية مصرية، حتى تتناسب مع هذه الكثافة، بالإضافة إلى توعية المصريين بأهمية الذهاب إلى السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج لتسجيل أسمائهم وبياناتهم، فالمصرى حتى الآن تحكمه عقدة الستينيات بالابتعاد عن السفارات.
حتى لا ترتمى فى أحضان إيران..
عبد اللاه: مصر لن تسمح بعزل سوريا عربياً
الأربعاء، 28 أكتوبر 2009 02:22 م