حفل توقيع رواية "شجر المُرّ"

الأربعاء، 28 أكتوبر 2009 05:13 م
حفل توقيع رواية "شجر المُرّ" حفل توقيع رواية "شجر المُرّ" للروائى العراقى حسن متعب
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقامت مكتبة نفرو أمس الثلاثاء، حفل توقيع ومناقشة رواية "شجر المُرّ" للروائى العراقى حسن متعب، حضر الحفل الشاعر سعدنى السلامونى، والناشر صاحب دار الحضارة، وأدار الحفل الروائى العراقى خُضيّر ميرى، وحضرهُ عددٌ من الأصدقاء.

تساءل خضير قائلا: من هو حسن متعب؟ وتابع قائلاً: إنَّ هذا التساؤل هو أيضًا يُسأل فى العراق، فبرغم أنَّ متعب صاحب منجز ومشروع ثقافى، إلا أنه ليس رجلا إشهاريا ولا ظهوريا، وأضاف إنَّ الجيل الذى ظهر معه متعب والذى يختلف معه فى نفس الوقت هو جيل أصوات عالية، ولم يكن مألوفًا لدى العراقيين أن تجتمع لديهم جماعة وتتفق على أن يكون لهم تصورٌ ما أو مشغل سردى أطلقوا عليه فى ذلك الوقت اسم أصوات عالية، ولقد كان من المفارقات، أنَّ كل هؤلاء الذين أصدورا أصوات عالية كانوا أصدقائى باستثناء حسن متعب، فلم نكن نلتقى عن قرب، فمنذ أن جئت إلى القاهرة، وجاء هو أيضًا فى نفس الفترة، ولم نلتق إلا من خيمة الثقافة المصرية ودار الحضارة التى دأبت على مشروع الثقافة العراقية، وأضاف أن هذا المدخل الوجيز "من هو حسن متعب؟" الذى أثرتُ أن أوضحه جاء لسببين، لأن الذى لم يطلع على متعب أيام العراق يعتقد أن هذه الرواية تشكل مشغلا جديدًا أو فترةً جديدة، ولكن فى واقع الحال هناك طابع يميز متعب عن آخرين، إنه لا يميل فى كتاباته إلى الجانب التجريبى الفانتازى، هو ابن الواقع، فهو ليس مع الفهلوة أو القفزات، فهو ينتمى إلى جيل السبعينيات عندما كانت القصة العراقية تكتب كما تكتب الرواية، ضمن وحدتها البنائية، كما فعل "محمد خضير" عندما دأب ثلاث سنوات فى كتابة قصة "الحكماء الثلاث".

وأضاف أنَّ شجرة المر رواية لم تكتمل بعد ولها جزء ثان، ولكن هذا لا ينقص من الجزء الأول؛ فهى تأخذ إلى واقع العراق معكوسًا من خلال جملة علاقات، خاض خلالها متعب قضية الوطن والمتغير، ولم يكن تهمة قضية الاحتلال، وقال: نحن فى العراق لدينا أن الشجرة التى لا تعطى ثمارها هى شجرة مُرّة، والمرارة هى العصية كما نقول "لحمهُ مُرّ".

تحدث متعب قائلاً: أنا من جيل الثمانينيات جيلٌ عشق التجريب، فنحن أيام الديكتاتورية كنا نخلق عالما وهميا لا وجود له، فلا تماس مع المتلقى ولا الحقيقى المعايش، ولكن الأدب فى حالته هو نتاج اجتماعى، فبأى جنس من الأجناس الأدبية ينتمى هذا النتاج، فإن كل ما كتب فى التسعينيات هو حالة انفصال بينك وبين الواقع، ولهذا لم أكتب إلا قصتين فى التسعينيات.

توقفت أمام تحدياتٍ عديدة، منها مسألة التسطيح، فهل كان على أنَّ أسطح المسألة العراقية، ليمكن للجميع أنَّ يقرأ ويفهم، ولكنى وجدت أن أكتب النص عراقيًا مائة بالمائة، وتابع أن الرواية جزآن، وأنَّ الذاكرة العراقية ضعيفة جدًا، ولا توجد أى أرشفة لأحداث كان يجب ألا تمر مر الكرام، على سبيل المثال، الحرب العراقية الإيرانية استمرت ثمانى سنوات، أهوال ومآسٍ لا يمكن أنَّ يتصور أحد، ولم يسمع أى بشر بالعالم عن هذه الحقيقة.

وأكد أن الديكتاتورية هى التى حرمت الأدباء من حقوقهم الإبداعية، ومن تسجيل تراث المجتمع العراقى، وتابع "عشنا فترة يخاف الرجل فيها إذا أغضب زوجته تشى به عند صدام فيقتل". وأوضح طرحتُ فى روايتى كيف يمكن للشعوب أنَّ تتكئ على الماضى، المصريون مثلاً يقولون نحن بناة الأهرام، والعراقيين شعب الحضارات، ولكن وبعدين؟ هل يقدر المصريون على بناة الأهرام الآن، والعراقيون على إعادة الحضارات، لقد أصبحنا شجرة غير مثمرة، وهذا ما حاولت أنَّ أتكئ على توضيحه فى الرواية، وكيف يتحول اللص فينا إلى الحاكم فى أمورنا.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة