أصدر المركز المصرى للتنمية والدراسات الديمقراطية، تقريراً حول انتخابات الاتحادات الطلابية التى أجريت فى الجامعات المصرية، معتبراً أنها "حبر على ورق"، وأن أجهزة رعاية الشباب بالكليات حسمت المنافسة مبكراً بأغلب الجامعات بالاستبعاد والتزكية.
وقال التقرير الذى أعده كل من خالد الجمال وعاطف إسماعيل ومحمد عماد وعمر محمد ماهر، إن انتخابات الاتحادات الطلابية لهذا العام شهدت سيناريو متكرراً لما كان يحدث خلال الأعوام الماضية، وساهمت فى ذلك اللائحة الطلابية الجديدة التى فتحت الباب أمام إنهاء الاتحادات الطلابية بالتزكية والتعيين لاستحالة تطبيق شروطها على كافة المرشحين وأصبح الجدول الزمنى المعلن والمحدد لانتخابات الاتحادات الطلابية والذى يمتد حتى 1 نوفمبر 2009 مجرد إجراء شكلى، حيث أن أجهزة رعاية الشباب بغالبية الكليات وف ى كافة الجامعات قامت قبل أيام بتشكيل هيئة مكاتب الاتحادات الطلابية ولم يتبق سوى تشكيل اتحادات الجامعة، وهو الأمر الذى قوبل بالرفض والسخط من قبل طلاب الإخوان والتيارات المعارضة واتهامهم لإدارة الجامعة والجهات الأمنية بتزوير الانتخابات لصالح طلاب موالين لرعاية الشباب قبل بدء الترشيح فعلياً.
وأكد التقرير من خلال المراقبة الميدانية بالجامعات المختلفة التى أجراها مراقبو المركز المصرى للتنمية والدراسات الديمقراطية والجمعية المصرية لدعم التطور الديمقراطى فى إطار حملة شركاء فى الوطن، أنه لم تشهد الجامعات المصرية هذا العام أياً من مظاهر الانتخابات الطلابية، وذلك بسبب تعمد إدارة الجامعة الإعلان عن بدأ العملية الانتخابية عقب بدء الدراسة مباشرة مع زيادة التضييقات الأمنية والإدارية التى حالت بين الطلبة الراغبين فى الترشح وبين طرق التقدم بالأوراق ثم جاءت مرحلة الإعلان عن القوائم النهائية لتزيد من حالة لإقصاء المتعمد للطلاب، حيث لم تعلن الكشوف النهائية فى معظم الكليات مما جعل العملية الانتخابية تنحصر ما بين التزكية والتعيين.
وأوضح التقرير إلى أن جامعة الفيوم رفضت استلام أرواق الترشيح من الطلاب، مما أدى إلى إجراء الانتخابات فى 3 كليات فقط هى كلية الآثار وكلية رياض الأطفال وكلية السياحة والفنادق والتى انتهت أيضاً بالتزكية، ولم يكن الحال أحسن حالاً فى جامعة الإسكندرية، حيث حسمت انتخابات الاتحادات الطلابية بجامعة الإسكندرية بالتزكية فى أغلب كليات الإسكندرية "19 كلية"، وكذلك فى كليتى العلوم والطب بجامعة الزقازيق وفى حلوان تم فصل واستبعاد لأكثر من 95 طالباً.
وفى جامعة المنوفية انتهت الانتخابات بالتزكية ف ى كليات (التربية بشبين الكوم والطب والهندسة) وفى كليات أخر ى كآداب وتجارة والحقوق كان من المنتظر أن تتم الانتخابات اليوم لكن فوجئ الطلاب أن صناديق الاقتراع تم وضعها فى مكتب قائد الحرس بكل كلية ولم تحدث أى انتخابات وسط ذهول كثير من الطلبة الذين تم من كثير منهم من دخول مجمع الكليات، بالإضافة إلى فصل 16 من طلاب الإخوان، أما جامعة القاهرة فشهدت أكبر عدد من الطلاب المستبعدين الذين وصل عددهم إلى 345 مرشحاً وحسمت الانتخابات بالتزكية فى أكثر من 12 كلية بينما أجريت الانتخابات فى ثمانية كليات فقط.
ولفت التقرير إلى أن الجامعات المصرية أعلنت فوز الغالبية العظمى من المرشحين التابعين لإدارة كل جامعة بالتزكية دون الاحتكام إلى صناديق الاقتراع، حيث استبعدت الجامعات المرشحين المنتمين لتيارات سياسية معارضة من الكشوف المبدئية للترشيح بحجة عدم ممارسة نشاط أو سداد الرسوم. احتج المستبعدون على شطبهم من كشوف الترشيح وهددوا برفع دعاوى قضائية أمام المحكمة الإدارية ضد رؤساء الجامعات وعمداء الكليات.
ومن خلال استعراض المركز والجمعية لفاعليات انتخابات الاتحادات الطلابية لهذا العام تبين أن معظم الطلبة مازالوا لا يعرفون شيئاً عن انتخابات اتحاد الطلبة، وأن بعضهم لم يعلم بوجود انتخابات إلا من بعض زملائه لعدم وجود أى إعلانات تدل على بدء العملية الانتخابية.
ودعا التقرير كل أجهزة الدولة أن تعى أهمية إعطاء فرصة لهؤلاء الشباب فى أن يمارسوا حقهم فى العملية الانتخابية دون أى تدخل إدارياً كان أو أمنياً لكونه لزاماً عليهم، حيث إن ذلك الأمر سيقفل الباب أمام الجماعات المتطرفة من جذب هؤلاء الشباب إليهم بحجة أن الدولة لا تتيح الفرصة أمام الشباب فى التعبير عن آرائهم، وبذلك قد تكون اقتلعت نبتة الإرهاب وأبعدتها بعيداً عن عقول شبابنا، وزرعت فى وجدانه وعقله الانتماء إلى بلده الذى يعيش فيها وتجعله لا يتهاون فى أن يدافع عن بلاده من أى معتدٍ سواء بالحرب أو بالأفكار الهدامة.
وأوصى التقرير بعدد من المقترحات التى يرى أنها الخطوة الأولى لضمان ممارسة ديمقراطية حقيقية داخل الجامعات المصرية والتى تتضمن إلغاء كافة القوانين واللوائح المقيدة للعمل الطلابى وإلغاء حق الإدارة فى شطب المرشحين للانتخابات وحظر إحالة الطلاب لمجالس تأديب لأسباب متعلقة بالنشاط الطلابى وإطلاق حق الطلاب فى إقامة التنظيمات الطلابية من جمعيات وأسر ونوادى دون التدخل من إدارة الجامعة وكفالة حق الطلاب فى المشاركة فى الأنشطة الفكرية والسياسية والثقافية والاجتماعية حق الطلاب فى المشاركة فى إدارة شئون الجامعة، وكفالة حرية واستقلال الاتحادات الطلابية مالياً وإدارياً ورفع وصاية جهة الإدارة عنها، وكفالة حرية الرأى والتعبير داخل الجامعة بكافة الوسائل بما فى ذلك الحق فى عقد المؤتمرات والندوات والمعارض والحلقات النقاشية وإصدار المطبوعات ومجلات الحائط حق الطلاب فى التجمع السلمى بما فى ذلك الحق فى الاعتصام والإضراب والتظاهر، وتطبيق نظام الانتخاب فيما يتعلق بمنصب رؤساء الجامعات وعمداء الكليات والمعاهد لخلق مناخ ديمقراطى داخل الجامعات، وضمان عدم تدخل أى جهة فى شئون الجامعة وضمان توفير الحياة الكريمة لهم إضافة حظر استخدام الشعارات والرموز الدينية فى الأنشطة الطلابية وانتخابات اتحادات الطلبة .
استنكار حقوقى للانتخابات الطلابية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة