فى يومه الأول للوزارة انتقدت بعنف تولى المهندس محمد منصور وزارة النقل، وقلت نصا إن هناك تعارض مصالح حقيقيا لأنه وزير تنصب استثماراته هو وأسرته على قطاع النقل، لذلك لا يصح أن يتولى وزارة النقل.. وهو ما قلته أيضا على وزراء الصحة والسياحة لأن تعارض المصالح واضح من اليوم الأول ولا تخطئه عين.
ولم أتوقف عن انتقاد سياسات منصور فى قطاع النقل فى مصر، وسجلت عشرات الملاحظات كتابة على ما يحدث من تطوير فى هيئة السكك الحديدية، إضافة إلى شهادات للعاملين فى السكك الحديدية عن عدم صلاحية الجرارات الحديثة التى تم التعاقد عليها.
وفى ندوة قبل عدة أسابيع فتحت معه مجددا هذه الموضوعات بما فى ذلك استثمارات أسرته، ومن بين ما قال إنه تولى الوزارة لتحقيق حلم والديه بأن يصبح وزيرا ولن يحزن إذا تركها لأنه على حد قوله حقق أمنية والديه.. وبالأمس تقدم محمد منصور باستقالته وقبلها الرئيس على خلفية حادث تصادم قطارى العياط، مما أسفر عن مصرع 18 مواطنا بسيطا وإصابة عشرات آخرين.
ورغم كل الانتقادات التى وجهتها لمنصور فهو جدير بالاحترام، لأنه وكما قال فى بيان عقب تقديم استقالته يتحمل المسئولية السياسية بالكامل عن الحادث، واستعرض فى بيانه القصير ما أنجزه فى قطاعه خلال الفترة التى تولى فيها الوزارة.
وقد نتفق أو نختلف مع ما قال، وقد يكون لدينا عشرات الملاحظات على إنجازاته التى أعلنها بعد استقالته، لكننا أمام سلوك غير معتاد لوزراء مصر بتحمل المسئولية السياسية عن أى فساد أو إهمال فى وزارته.. ولم يسبق أن استقال وزير وقبلت استقالته فى حادث مماثل.. علما بأن وزير النقل الأسبق الدكتور إبراهيم الدميرى أعلنت إقالته عقب احتراق قطار الصعيد ولم يتقدم باستقالته.
وباستثناء فاروق حسنى الذى استقال عقب كارثة حريق مسرح بنى سويف ولم تقبل استقالته فإن لدينا منهجا جديدا أرساه الوزير محمد منصور، لا أعرف أسبابه الشخصية، وقد يكون كما قيل لأنه لم يتحمل الهجوم العنيف الذى تعرض له داخل لجنة النقل والمواصلات بمجلس الشعب.. أو لأنه حقق أمنية والديه ولم يعد يريد المنصب.. لكنه فى النهاية أقر بالمسئولية وتحمل نتائج تسيب فى وزارته أدى إلى إزهاق أرواح بريئة، لذلك فهو يستحق الاحترام.
يبقى أن لدينا وزراء آخرين ننتظر منهم التحلى بنفس شجاعة الوزير محمد منصور ويتقدمون باستقالاتهم.. أما إذا كانوا غير قادرين على مفارقة كرسى الوزارة فأقترح على السيد رئيس الوزراء الدكتور أحمد نظيف تدويرهم على وزارة النقل، وعندها قد يستقيلون أو يقالون لأنه لا يستقيل أو يقال أحد فى أى وزارة أخرى!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة