إنه السؤال الذى لن تجد له إجابة منطقية إذا سألته لأحد الفرقاء، الفرقاء ممن بحثوا وسعوا جاهدين لمعرفة نقاط اختلافهم عن الآخرين فقط لنشر الفرقة داخل صفوف شعب واحد، ربما كان اختلافهم عقائدى كالمسلم والمسيحى أو ربما أيدولوجى كالاشتراكى والرأسمالى، كالعلمانى والمتشدد وقد يصل الاختلاف لأبعد بكثير، مما يتخيله عقل عاقل، حيث تجد أهلاويا وزمالكاويا، فبالرغم من سخافة ذلك النوع الأخير إلا أنه موجود بالفعل، لكى يفرق بيننا.
لا أستطيع أن أدعى أنه من الممكن أن يتفق الجميع دائما، فهذا مستحيل وأبعد من الخيال، لأن الاختلاف هو صفة من صفات البشر، ولكن الاختلاف شىء والفرقة شىء آخر، ربما أنا كمسلم أؤمن بأشياء لا يؤمن بها المسيحى، والعكس صحيح، وهذا اختلاف، ولكن إذا نظرنا لشىء آخر .. جميعنا فى هذا البلد يحمل جنسية واحدة، وجميعنا ينتمى لهذا الوطن ومستعد للتضحية من أجله، عندما يشتعل قطار بركابه لا يفرق ذلك بين مسلم ومسيحى أو بين علمانى ومتشدد أو بين أهلاوى وزمالكاوى، فجميعنا نخضع للظروف الكائنة نفسها فى هذا البلد، ربما نختلف على شىء واحد أو اثنين أو حتى عشرة، ولكن إذا قام كل منا بالبحث بعقلانية عن الأشياء التى لا نختلف فيها سيجدها بالآلاف، إن احتياج هذا البلد لكل فرد منا يجعل افتراقنا شيئا مخزيا، لا يوجد وقت لكى نتعارك ونتجادل حول المصيب فينا والمخطئ، فكل ثانية تمر هى كنز فقدناه وحلم أجّلناه.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة