فى ندوة بورشة الزيتون أكد فيها الحضور أن المطبعين يتحدثون "بعين بجحة"..

شعبان يوسف: التسامح مع التطبيع "مأجور"

الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009 08:21 م
شعبان يوسف: التسامح مع التطبيع "مأجور" الشاعر شعبان يوسف
كتبت دينا عبد العليم

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم تهدأ حتى الآن ردود الأفعال حول ترجمة الشاعرة إيمان مرسال ديوانها "جغرافيا بديلة" للغة العبرية وإعلانها أنها وافقت على الترجمة، وفى هذا الصدد ناقشت أمس، ورشة الزيتون ظاهرة التطبيع بشكل عام، ولم تتناول فقط ترجمة ديوان مرسال، حيث أشار الحضور لاستضافة الدكتورة هالة مصطفى السفير الإسرائيلى داخل مكتبها بمبنى جريدة الأهرام، كما أشاروا لمواقف الكاتب المسرحى على سالم، بالإضافة لاستضافة الموسيقار الإسرائيلى بالأوبرا، وحديث وزير الثقافة عن ترجمة الكتب العبرية.

استضافت الندوة التى أدارها الشاعر شعبان يوسف كلاً من الروائى يوسف القعيد والشاعر أحمد الشهاوى والمؤرخ فخرى لبيب، والكاتبة أمينة زيدان، والقاصة هدى توفيق، حيث أشار يوسف فى تقديمه للندوة إلى أن موضوع التطبيع أصبح غامضاً ومثيراًَ للدهشة، خاصة أن المطبعين يتحدثون "بعين بجحة" فى الموضوع، وأكد شعبان موافقته على التعرف على الآخر، لكن لا يجب أن يكون الطريق إلى ذلك هو التطبيع، مشيراً إلى أن ما حدث مؤخراً فى قضية إيمان مرسال بمثابة زلزال فى الوسط الثقافى المصرى، وأن المأساة فى هذه القضية هى خوف بعض الناس من التصريح بآرائهم فى موافقتها على الترجمة، وتسامحوا معها معتبراً أن هذا التسامح شبه مأجور.

وقال شعبان، إن من قرأ لمرسال قبل ترجمة ديوانها وتابع حركتها الفكرية والأدبية يستطيع التنبؤ بسهولة إلى أنها فى طريقها للتطبيع، بالرغم من أنها كانت تعمل فى مجلة يسارية وانتمت فترات طويلة لليسار المصرى، وأكد شعبان أن المغزى من الترجمة للعبرية سياسى وليس ثقافياً، وأن المستفيد هو المطبع الذى يحصل على أموال وجوائز وشهرة بحجة أنه مضطهد.

الروائى يوسف القعيد، أكد أن القضية ليست ترجمة ديوان وإنما إظهار هذه الترجمة لموقف الرافضين للتطبيع ووهن هذا الموقف، وعدم الخجل من إعلان التعامل المباشر والصريح مع الصهيانة والتباهى بأن الناشر اتصل بها واستأذنها قبل الترجمة وهى وافقت، مؤكداً أن التطبيع لا يحتاج لتعريف كما قال عدد من المثقفين، وأنه واضح وضوح الشمس، مؤكداً أن المحزن فى الأمر هو حالة الوهن من المثقفين المصريين والتى أصابت الجامعات المصرية فأصبح التطبيع مجانياً بلا مقابل يدوس كافة الثوابت المصرية والعربية.

كما ذكر أنه ظل مصطلح المقاطعة هو السائد فى الوطن العربى من عام 50 وحتى عام 79 الذى كان مفصلياً فى حياة العرب، حيث ظهر ولأول مرة فى هذا العام مصطلح التطبيع، مشيراً إلى أن التطيع بدء يتسلل إلى فئات أخرى مثل الفنانين، كما أن هناك ردة من الدول العربية تجاه هذا الأمر، حيث أعلنت السودان منذ قليل أنها سترفع عن جواز السفر الخاص بمواطنيها كلمة "يجوز لحامل هذا الجواز السفر إلى أى مكان فيما عدا إسرائيل" لتصبح زيارة إسرائيل عادية، كما أنه يتم التفاوض حالياً على وجود طيران إسرائيلى داخل كل الدول العربية.

وعلقت الكاتبة أمينة زيدان على ترجمة ديوان "جغرافيا بديلة" قائلة إنها لا تعرف الضغوط التى تعرضت لها إيمان مرسال، مؤكدة أنها لا تدافع عن مرسال لكن هناك ضغوطاً لا يشترط أن تكون فى شكل تعذيب يتعرض لها المصريون، مؤكدة أنه من حق مرسال أن تبحث لها عن جغرافيا بديلة لكن المثير فى الأمر هو توقف المترجم عند هذه التجربة تحديداً وترك كل ما يكتب عن القومية والعروبة، وأكدت زيدان أننا فى حاجة لموقف واضح مع هذا الأمر حتى لا نهدر ما تبقى من كرامة المثقف المصرى والعربى.

بينما أكد الدكتور فخرى لبيب، أن مذبحة التطبيع تدور حالياً فى الوسط الثقافى، لأن التطبيع موجود فى كل أشكاله السياسى والاقتصادى وحتى العسكرى، ولم يتبقَ سوى التطبيع الثقافى.





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة