لم ألتق خالد الخميسى إلا فى الإسكندرية خلال ورشة عمل "جيل الوسط رؤى للمستقبل"، قبل أيام تبادلنا سلامات سريعة، لكننى توقفت كثيرا أمام الرؤية المتكاملة التى طرحها لمستقبل الثقافة فى مصر، بما حوته من رؤى مستقلبية غابت عن المشاركين الذين أغرقوا أنفسهم فى البحث النظرى عن معانى المصطلحات التى لا تهم سواهم.
أمس اتصل بى خالد الخميسى هاتفيا للتعليق على مقال نشرته فى "اليوم السابع" هاجمت فيه ما نقلته الصحف عنه فى توقيع روايته الجديدة "سفينة نوح"، حين ذكرت أنه تخفى فى مهنة سمسار تسفير وأخذ يعرض عقود عمل على الناس فى الشارع، واعتبرت ما نشر عدوانا على أحلام البسطاء لصالح نص روائى.. فكيف لأديب أن يستغل حاجة الناس ليصل إلى مشاعرهم الحقيقية.
قال خالد الخميسى: هذه الواقعة لم تحدث ولم أقلها ولا أعرف من أين أتت بها الصحافة.. كل ما فعلته هو سؤال عابر لنحو عشرين شخصا فى وسط البلد داخل محلات الكشرى والفول والطعمية وعلى المقاهى: لو جاءت لك فرصة للسفر للخارج هل تحب السفر؟
يضيف خالد: كان مجرد سؤال افتراضى لا يستغرق أكثر من عدة ثوان، وفوجئت بأن الناس تريد السفر خارج مصر، ولم تكن فى طريقة إلقاء الأسئلة الافتراضية أية ملامح للاستخفاف بمشاعر الناس أو بأحلامهم.. ولم أنتحل شخصية أخرى ولم أعرض عقود عمل أو فرص سفر على الناس.
وما يهمنى فى هذه المحادثة حق خالد الخميسى فى الرد على ما نسب إليه، وما أدى إلى استنتاجات خرجت بها، لم تكن صحيحة حسب الواقعة التى نفاها خالد شخصيا.. وليس فقط الحق فى الرد، لكن الأهم الحق فى التصويب، وهو ما يغيب عن الصحافة المصرية التى تستنكف هذه الأيام تصحيح الخطأ او الاعتذار عنه، رغم أنه بديهى فى العمل الإعلامى.
وما يهمنى أيضا أن على الزملاء الصحفيين تحرى الدقة فى نقل الأخبار والمعلومات وعدم تشويهها أو تلوينها، وصولا إلى اختلاق أخبار وموضوعات غير صحيحة بالمرة.. وما أكثر ما تحفل به صحافتنا هذه الأيام من أمثلة لا تمت من قريب أو بعيد للحقيقة.
شخصيا فإن الدقة والأمانة الصحفية كانت تستدعى اتصالا هاتفيا به للتأكد مما نسب له، وألا أقع فى فخ نقل معلومات ومقولات غير صحيحة حتى ولو نشرت فى الصحف.. لأنه للأسف أصبح ليس كل ما يكتب أو يقال يمت للحقيقة بصلة.. وربما هذا سبب وجيه لأن معظم المصريين أصبحوا يريدون النجاة بأنفسهم من سفينة نوح.. آسف من سفينة مصر!
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة