صدر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب كتاب "الرواية والسلطة" للكاتب محمد السيد إسماعيل، وحمل الكتاب عنوانا فرعيا يشرح الهدف منه وهو "بحث فى طبيعة العلاقة الجمالية".
قسم المؤلف الكتاب إلى بابين تناول فى الأول منهما محاور الرواية السياسية الموضوعية، وناقش عدة موضوعات منها الرواية السياسية وطبيعة السلطة، الصراع الحضارى، الهيمنة الأجنبية، القضايا القومية، وفى الباب الثانى عرض لبناء الشكل الروائى، والشخصية الروائية، المكان والزمان، وختم ببناء الخطاب الروائى.
وفى هذا الكتاب يعرض المؤلف أهمية الرواية باعتبارها "تاريخ"، وباعتبار كاتبها مؤرخا، وقام الكاتب بتحليل الأعمال الروائية المعاصرة المكتوبة عن الثورات التى حدثت فى مصر كنموذج لثورات بلدان العالم الثالث، ورصد من خلالها مراحل صعود وانهيار هذه الثورات، مشيرا إلى أن السياسة قد اقتحمت الرواية وأصبحت من أهم عناصرها، مؤكدا على فكرة أن الرواية فن "موضوعى" يعكس الواقع اليومى من خلال تجسداته الاجتماعية .
ويشير الكاتب إلى اختلافه فى هذه الدراسة عن الدراسات الأخرى التى ركزت على روائى واحد فى كل منها ممثلا لذلك بالعديد من الدراسات التى كتبت عن نجيب محفوظ وجمال الغيطانى وصنع الله إبراهيم ومجيد طوبيا ويوسف القعيد وعبد الحكيم قاسم، إضافة إلى دراسات أخرى اقتصرت على عنصر فنى واحد عند مجموعة من الروائيين مثل الدراسات التى تتناول المكان أو الزمان أو الشخصية وغيرها من العناصر الفنية.
واكد الكاتب أنه اختار مصر كدولة لوفرة نماذجها الروائية التى تناولت الرواية السياسية بالمقارنة بالدول العربية الأخرى، مؤكدا على وجود دراسات حول الرواية فى كثير من هذه الدول، مما يجعل الحاجة إلى دراسة الرواية السياسية فى مصر أمرا ملحا.
اختار محمد السيد إسماعيل 27 رواية سياسية صدرت فى فترة البحث، مثلت أغلب الأجيال الروائية وأكثرها معاصرة بداية من الأربعينيات "نجيب محفوظ"، الخمسينيات "فتحى غانم"، الستينيات "جمال الغيطانى"، "بهاء طاهر"، "صنع الله إبراهيم"، "يوسف القعيد" وآخرين.
اهتم المؤلف بعدة قضايا أخرى تتعلق بالرواية السياسية ومنها "ازدواجية السلطة السياسية، "ظواهر الاغتراب والتعصب"، "الهيمنة الأجنبية وكامب ديفيد"، كما قدم دراسة شبه متكاملة للروايات موضوع التطبيق.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة