تمتلئ شوارع مصر هذه الأيام بصور ولافتات للأشخاص العازمين ترشيح أنفسهم لمجلس الشعب لعام 2010 من كل الفئات والأحزاب (موالاة ومعارضة- عمال وفلاحين)، ويحاول هؤلاء -ومن خلفهم- أن يكونوا قاعدة شعبية قبل بدء حملاتهم الانتخابية وأن يكونوا معروفين لدى جمهور دوائرهم، ولأن البرامج لا تجدى نفعا هذه الأيام فالشعارات وحدها هى مايلمس القلب والعقل، فالإخوان يلعبون بورقة الدين، والأحزاب تلعب بورقة المصالح الشخصية للمواطنين بتوظيف فلان ورصف الشارع الفلانى، وجميعهم يرفعون شعارات ولافتات تنادى دائما بالتغيير، بينما ما نراه كل دورة برلمانية لا يعبر عن أى تغيير فقد تختلف الوجوه، ولكن المنطق والأداء واحد.
وبعد بدء الدورة الانتخابية لا نسمع إلا المواضيع نفسها التى يثيرها النواب دوما كاستجواب لمنع كتاب أو فيلم أو رشق النواب بعضهم البعض بالأحذية، وكثير من النواب لا يعى بعضهم مفهوم الأداء البرلمانى والسياسى المنوط بهم ولا يحظى معظمهم بالدرجة الدنيا من الثقافة العامة، فلو قدم نائب استجواب لوزير الاستثمار مثلا ثم (إذا) جاء الوزير لمناقشته وبدأ حديثه بالكلام عن التضخم وتداولات الأسهم والركود والانكماش ثم نطق ببعض الكلمات الإنجليزية ففى أغلب الاحيان ترى النائب فاتحا عينيه وفمه مبديا بلاهة وكأنه (بهت الذى جهل).
وبما أن الحالة تبدو هكذا فقد قررت ترشيح نفسى لمنصب نائب الشعب فى انتخابات 2010.
قد تقول – عزيزى القارء – أننى لم أبلغ السن القانونى للترشح، وأقول: كم من العجائز والكهول تقلدوا مناصب فى بلدنا والنتيجة - على رأى الكاتب الساخر العظيم محمود السعدنى – ( زمش) زى ما أنت شايف.
قد تقول إنى بنت والمرأة غير مقبولة – اجتماعيا على الأقل - لشغل هذا المنصب، وأقول: هى الرجالة كانوا عملوا ايه؟
قد تقول إننى غير كفء لهذا المنصب، وأقول: ومتى كانت الكفاءة هى المعيار لتقلد المناصب ومجاورة عليه القوم؟
ولكن صحيح معك حق فلا توجد أية ميزة فى شخصى تؤهلنى لذلك، ولكنى أعدك أيها الناخب أنى سأكون فى قمة الصدق معك، فلن أكذب وأقول أن لدى برنامج انتخابى، وإذا فزت لن أحضر الجلسات وإذا حضرت سأقضى هذا الوقت فى قزقزة اللب والفول السودانى أو لعب الجيمز على الموبايل، وسأزدريكم طوال أعوام المدة البرلمانية، وأنافقكم وأستجديكم قرب الانتخابات القادمة بتوظيف بعض من أبنائكم أو التعجيل بأى مشروع (أهبل) أضحك عليكم به
وأخيــــــــــــــــــــــــــــــرا....
لماذا عندما تسأل أى طفل عن أحلامه ووظيفته فى المستقبل فلا تسمع إلا ( ضابط – دكتور- مهندس).
لماذا لا نربى أطفالنا على مفهوم الإنتاج والإبداع والابتكار؟ لماذا لا نسمع عن طفل يريد أن يصبح فلاحا أو عاملا أو معلما؟
لأنه وجد أبواه يزدرون تلك المهن ويحببون إليه أخرى، فسد الآباء فلابد أن يفسد الجيل كله
فلا تلومونى إذن ولوموا أنفسكم، ولا تنعتونى بالجاهلة بل إنى أنا أصدقكم.
فكيف أدعى علما وأمثل قوما جهالا؟ وكيف ادعى شفافية وأمثل منافقين؟ وكيف أتصرف بأدب (بعيدا عن لغة الاحذية ) وأمثل عديمى الأخلاق؟ وكيف أنتج وأمثل خاملين؟ وكيف أبدع وأمثل محرمى الإبداع والفن؟
وكيف لا (أجعجع) تحت القبة وأمثل دائمى الشكوى بلا عمل؟، وكيف أفهم وأمثل معدومى الثقافة كارهى القراءة ومبغضى العلم.
فيا نفسى أنت الأذكى بين كل هؤلاء لأنك تعلمت كيف تقودين جهالا أغبياء كانو بحاجة إلى دليل أعمى وصولى طامع فى الحصانة.
ويا شعبنا الخامل ((هذه بضاعتكم ردت إليكم)).
أمانى ناجى تكتب: أيوه هارشح نفسى واشمعنى أنا
الثلاثاء، 27 أكتوبر 2009 06:40 م
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة