محمد حمدى

لأنه مسيحى!

الأحد، 25 أكتوبر 2009 12:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط بعلاقة عاطفية معها، واحتفظ لها بصور شبه عارية على هاتفه المحول، وعندما انتهت علاقتهما أرسل هذه الصور لأصدقائه، فقامت أسرتها بقتله، لتشتعل فتنة طائفية فى إحدى قرى ديروط بمحافظة أسيوط لأن روميو مسيحى.. وجوليت مسلمة.. فهل كان الأمر يشتعل بهذه الصورة لو كان روميو مسلماً وليس مسيحيا.

وعلى المواقع الإلكترونية القبطية عشرات الصور لفتيات مسيحيات مختفيات يشاع أنهن ارتبطن بعلاقات عاطفية مع مسلمين وهربن معهم، مما يؤدى إلى حالة احتقان طائفى كبيرة بسبب روميو المسلم وجوليت المسيحية هذه المرة.. فلو هربت تلك الفتاة المسيحية مع مسيحى مثلها، هل كان الأمر ليصبح قضية دينية كما هو الآن.

وفى الصعيد اتهامات لجماعات دينية مسلمة بالعمل على أسلمة المسيحيين والتركيز على المسيحيات لتزويجهن بمسلمين، وفى مناطق أخرى اتهامات لجماعات مسيحية بالتبشير بين المسلمين لتغيير دينهم من أجل الحب أو المال.

وهكذا أصبحت العلاقات العاطفية فى مصر مدخلا للفتنة الطائفية وكل فريق يتهم الآخر، وكل فريق يحاول الانتقام من الآخر، واتخذت جرائم الشرف بعداً دينياً أخرجها عن سياقها الطبيعى ليضعها فى نطاق الفتنة الطائفية، ثم نعود ونتهم عناصر وأيدى خارجية بالعبث فى النسيج الوطنى المصرى ومحاولة إشعال الفتنة الطائفية!

والحقيقة المرة أن كل هذه الأحداث المتصاعدة خاصة فى الصعيد لا علاقة لها بالدين بقدر ما هى تعبير عن أزمات أخرى تعيشها الأسرة المصرية لا أكثر ولا أقل، فتحت ضغوط الحياة سافر الأباء للعمل فى الخارج.. فى الخليج والعراق والأردن وليبيا، وتركوا أسرهم بدون عائل.. غاب الأب فعانت الأسر من التفكك ومن غياب القيم التى كان تمثل حائط الصد القوى داخل أسرته.

وفى المدن انشغلنا بالعمل ليل نهار فى أكثر من وظيفة من أجل لقمة العيش، غبنا عن أولادنا وبيوتنا، ولم نعد نعرف عن أبنائنا شيئا، أنا أعرف أصدقاء لى لا يرون أبناءهم إلا يوم الجمعة كل أسبوع، وغالبا يكون الأب مرهقا ويمضى يومه فى السرير للراحة من عناء العمل المضنى فى باقى أيام الأسبوع.. ثم نفاجئ بأولادنا وقد تغيروا دون أن نعلم ولا نحمل أنفسنا أسباب هذا التغيير.

قضية فتاة ديروط وغيرها من القضايا المماثلة التى تطل علينا بشكل دائم هذه الأيام هى تعبير عن تفكك الأسر المصرية، أكثر منها مؤامرة دينية، لكن المتطرفين والمتعصبين والمهووسين من الجانبين لا يريدون تحمل أخطائهم، لذلك يبحثون عن شماعات لتعليقها عليها. ولا يوجد أسهل من شماعة الدين لتغطية الأخطاء، واستنفار الناس لارتكاب جرائم شنيعة للتغطية على أخطائنا!





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة