
المشهد- كما يبدو- فى القرية عبارة عن شوارع خاليه تماما من المارة ولا يوجد بها إلا القليل من الكلاب الضالة، والأمن يحاصر الشوارع، والأهالى ينظرون فى حسرة إلى الخسائر التى لحقت بالمحلات مسلمين كانوا أو أقباطًا، ولسان حال الجميع يدعو الله أن ينتقم أبشع انتقام ممن كان السبب فى تلك المهزلة.
خرج أمس أكثر من 1000 طالب أزهرى مطالبين بإهدار دم الفتاة المسلمة والشاب القبطى حتى يكونا عبرة لغيرهما، كما اشتدت الأحداث سخونة مع رفع قوات الأمن حالة التأهب القصوى خوفا من تجدد العنف وسط أنباء قيام والدة الفتاة المسلمة بتسليمها لأمن الدولة خوفا عليها من أهل القرية المسلمين الذين اعتبروا أنها تسببت فى وضع أنوفهم فى التراب، ومع ترحيل المتهمين محمد حسونة وأسأمه حسونة المتهمين بقتل فاروق هنرى عطا الله والد الشاب المسيحى منذ أيام إلى المحكمة وفى تجمهر حاد خرج شباب وأهالى القرية خلفهم من مركز الشرطة حتى وصلوا إلى المحكمة وبعد أن أمر القاضى بتأجيل القضية إلى 31/10 مع تجديد حبس المتهمين هاجت الدنيا ولم تقعد وخرج الطلاب الأزهزيون فى مظاهرات، على إثرها قام الطلاب المسلمون فى سن الـ15 عاما وأقل بمهاجمة الطالبات القبطيات عند خروجهن من المدارس وتقطيع ملابسهن وشعورهن والتعدى عليهن بالضرب مطالبين بالقصاص، كما قاموا بقذف المحلات التجارية بالحجارة وتكسيرها بالشوم، سواء كانت محلات مسلمين أو أقباط وضرب أصحابها وإحداث إصابات بالغة حتى أغلقت جميع المحلات التجارية أبوابها كما خرجت طالبات المعهد الأزهرى فى مظاهرات وطالبن الأهالى بالقصاص، وتحولت الشوارع إلى ثكنات عسكرية وأغلقت بالكامل، ومنع دخول أى غريب وخاصة الصحفيون والحقوقيون، وطالبت القوات الأمنية المحاصرة للمنطقة تقديم إثبات الشخصية قبل الدخول.

ورفضت المصادر الأمنية الإدلاء بأى تصريحات معتبرة أن أى تصريحات سوف تزيد الأمر سوءا وتشعل النار التى يحاولون تهدئتها منذ أيام.
وأكد شهود العيان أن الشباب المسلمين وأفراد من عائلة الفتاة خرجوا منددين بتجديد الحبس لذويهم ومطالبين بالشاب القبطى حيا أو ميتا مؤكدين فى تهديداتهم للقوات الأمنية أمام المحكمة والمركز أنهم لن يتهاونوا ويتنازلوا إلا بعد استجابة الأمن بتسليم الشاب القبطى وعدم إخفاء أمره.

مصدر أمنى من مديرية أمن أسيوط أكد لليوم السابع أن عم الفتاه يعمل ضابطا بالشرطة، وقام بتحريض شباب العائلة على إحداث الشغب حتى يستجيب الأمن لتسليم الشاب إليهم، وحينما فشل الضابط لجأ إلى تهييج شباب العائلة وأكد لنا المصدر أن الضابط تم إيقافه اليوم عن العمل بعد أن تأكدت النيابة من صحة ما نسب إليه، كما أمرت النيابة اليوم بمعاينة المحلات وحصر الخسائر واستعجلت تحريات المباحث حول الواقعة والمتسبب فى تلك الأعمال.
أحمد شوقى 30 سنة صاحب محل موبايل بالمنطقة أكد أنه مسلم ولا يعلم عن الأمر شىء، ورغم ذلك قام شباب عائلة الفتاة وجيرانها بتكسير محله وإحداث أضرار بالغة به.

وأضاف محيى محمود صاحب محل لعب أن الشباب خرجوا بالحجارة والشوم وقاموا بالتكسير دون وعى وكأننا عدنا إلى عهود الجماعات الإرهابية من جديد فى ظل غياب القوات الأمنية والتى حضرت بعد تحول المنطقة بالكامل إلى أكوام من الزجاج.
من جانبه قال نبيل العزبى محافظ أسيوط اليوم الأحد بأنه قام بالاطمئنان بنفسه على الحالة الأمنية فى ديروط من خلال زيارة المدينة، واصفاً الأحداث التى شهدتها المدينة با لفردية، قام بها بعض أهالى المتهمين، وانضم إليهم بعض الصبية من تلاميذ المدارس والمعهد الدينى بديروط، مشيراً إلى أن معظم المحلات التى تم الاعتداء عليها يمتلكها أقباط ومسلمون، ويجب على كل عاقل أن يضع الأمور فى نصابها الطبيعى من خلال الالتزام بالقانون.
وأضاف محمد فهمى صالح رئيس المجلس الشعبى المحلى بأسيوط أن الحدث لا يعبر عن العلاقة الودية بين المسلمين والمسيحيين، ورفض وصف الأحداث بالطائفية، مشيراً إلى أن الحادث من الممكن أن يقع فى حالة اعتداء مسلم على مسلمة أو مسيحى على مسيحية بسبب العادات والتقاليد الخاصة بالشرف فى الصعيد.

أما الأنبا برسوم مطران ديروط، فقد أشار إلى عقد لقاء مع أقارب العائلتين، وتم الاتفاق والتراضى على الالتزام بالقانون، موضحاً أن الحالة فى مدينة ديروط مستقرة، وعاد الهدوء إلى المدينة، وتم أداء صلاة قداس الأحد فى كنائس المدينة، ومن بينها كنيستا "الملاك"، و "العذراء" اللتان تعرضتا لأعمال الشغب، مضيفاً أن الأحداث خلفت خسائر سطحية فى الكنيستين، ولم يصب أحد الكهنة بأى مكروه.
ومن جانبها قامت النيابة بالاستماع إلى بعض أقوال المتهمين فى أحداث الشغب، وجارٍ استكمال باقى التحقيقات.


