فى ظل الجدل الذى يثيره رئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير المرشح لمنصب أول رئيس لأوروبا، فتحت صحيفة الأوبزرفر البريطانية نقاشاً حول ما إذا كان بلير يصلح لهذا المنصب أم لا.
ونشرت الصحيفة على صفحات الرأى فى عددها الصادر اليوم الأحد عدة آراء متباينة فى هذه المسألة منها رأى لتشارلز جرانت مدير مركز الإصلاح الأوروبى يؤيد فيه بلير، ويرى أنه يصلح لهذا المنصب لأنه يستطيع تحسين المصداقية العالمية للاتحاد الأوروبى. بينما رأى صاحب آخر، وهو هنرى بورتر الكاتب بالصحيفة، أنه لا يصلح لأنه شارك فى التفويض بحرب العراق، كما أنه ليس بشخص ديمقراطى مقنع.
وأيدت الصحيفة بدورها الرأى الثانى، وقالت فى افتتاحيتها إن أوروبا فى حاجة إلى رئيس يثق به الجميع، وبلير ليس هو الرجل المناسب لهذه المهمة، وأشارت إلى أن الاختبار النهائى لمدى استعداد بلير لمنصب الرئيس الجديد يجب أن تكون قدرته على تحقيق الطموحات التى خلقها المنصب.
وتقول الصحيفة، إن هناك شيئا غريبا عن مهمة الرئيس الدائمة للمجلس الأوروبى، فهى تمنح مكانة عالية بما يكفى وهذا ما يريده بلير، ومهمة بدرجة تكفى لجعل المحافظين يسعون إلى منع وصوله إليها، لكن عدد قليل فقط يعرف ما هى طبيعة هذه الوظيفة. ويرجع السبب فى ذلك جزئياً إلى أن هذه الوظيفة ليست موجودة بعد.
وتمضى الصحيفة فى القول، إن من المهام التى سيقوم بها الرئيس حسبما جاء فى معاهدة لشبونة، تأمين الاستمرارية والنجاح للأجندة الأوروبية، وهدف المعاهدة إصلاح عملية اتخاذ القرار الأوروبى بما يمكن جميع الدول الأعضاء من المشاركة واتخاذ القرارات المفيدة فى المجالات المختلف عليها مثل البيئة والطاقة والأمن والاستقرار المالى.
ومن المشاكل التى تواجه ترشيح بلير لهذا المنصب سمة التقسيم التى كانت تتسم بها السياسة الخارجية لبريطانيا فى عهده، وإلى جانب ذلك فإن صورة بلير تظل مرتبطة بتحالفه مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش ودعمه له فى "المغامرة العسكرية الكارثية" فى العراق، على حد تعبير الصحيفة.
وهناك أيضا الدبلوماسية السامة التى أحاطت بمحاولات الحصول على موافقة مجلس الأمن لغزو العراق، وتلك الذكريات تقسم أوروبا بقدر أكبر مما يمكن أن يقدمه بلير لتوحيدها.
وترى الصحيفة أن مشكلة بلير الأساسية هى الثقة خاصة فى ظل سجله الملئ بتجاهل اللياقة الدبلوماسية وتخريب المؤسسات الدولية بسبب ثقته بنفسه فقط.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
أوروبا فى حاجة إلى رئيس يثق به الجميع
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة