لا تزال أصداء مطالبة أمين المجلس الأعلى للآثار، زاهى حواس لبرلين بإعادة تمثال المكلة نفرتيتى إلى مصر وإجراء تحقيق رسمى حول كيفية خروجه من البلاد تلقى اهتمام الصحف العالمية، وذهبت صحيفة نيويورك تايمز إلى أن هدف الحرب الضارية التى شنها حواس من أجل استعادة الآثار المصرية المسروقة كان سياسياً.
تقول الصحيفة إن العولمة، كما تبين، أسفرت عن تكثيف وليس إزالة الاختلافات الثقافية بين الأمم، فـ"القوى الوطنية تفضل استغلال الثقافة لأنها رمزية، ولها تأثير اقتصادى، وتغلف سياسة الهوية بطابع قانونى من شأنه وقوع معركة ينتصر فيها الخير دائماً على الشر".
وترى الصحيفة أن الآثار قد تكون سلاح مصر القوى، وذلك لأنها تلعب على وتر الفخر الوطنى والمشاعر الشعبية. مشيرة إلى أن مصر تعتمد على كسب العطف عن طريق الاعتماد على شعور الغرب بالذنب حيال الاستعمار الذى أسفر عن ضياع هذه الآثار.
وتربط نيويورك تايمز بالحملة التى شنها حواس لاستعادة الكنوز المصرية، ومطالبته متحف اللوفر الفرنسى بإعادة اللوحات الخمس الأثرية المصرية الموجودة بحوزة المتحف إلى مصر، وبين خسارة وزير الثقافى المصرى، فاروق حسنى فى الفوز بمنصب مدير عام منظمة اليونسكو على الرغم من تأييد الرئيس مبارك له. وترى الصحيفة أن السبب الحقيقى وراء هزيمة اليونسكو كان الدور الذى لعبه حسنى كدبلوماسى عام 1985 لحماية مرتكبى هجوم إرهابى ضد سفينة سياحية "أكيلى لاورو"، تعرض فوق ظهرها أمريكى يهودى مقعد إلى القتل بصورة وحشية.
ولا تجد الصحيفة سبباً آخر لملاحقة حواس لكل من فرنسا وألمانيا سوى خسارة اليونسكو. وعلى الرغم من تأكيد حواس أنه طالب اللوفر بإعادة المقتنيات الأثرية قبل شهرين من إعلان النتائج، إلا أن نيويورك تايمز تقول إن ذلك الوقت يتزامن مع بداية انهيار حملة حسنى. وبالمثل، أكد الأمين المجلس الأعلى للآثار أن الإعلان المفاجئ عن ترميم المعبد اليهودى بالقاهرة فى أغسطس الماضى ليس له علاقة بجهود حسنى لاعتلاء منصب مدير عام اليونسكو. غير أن جهوده تلك فسرت على أنها محاولة لتهدئة المعارضة اليهودية للوزير المصرى، على حد قول الصحيفة.
وتلفت الصحيفة إلى أن الجهود المصرية لاستعادة الآثار المفقودة كان لها أثرها فى تشجيع العراق على تكرار مطالبة لألمانيا بإعادة "بوابة عشتار" من مدينة بابل القديمة والتى نقلت إلى برلين قبل الحرب العالمية الأولى.
للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به.
نيويورك تايمز تصف مطالبة مصر برأس نفرتيتى بالحرب الثقافية السياسية
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة