تحولت ندوة "الفتنة الكبرى فى العراق" إلى مبارزة بين أنصار السنة والشيعة، بعد أن انصبت الندوة على الدور الإيرانى فى تعميق الفتنة داخل المجتمع العراقى ما بين الشيعة والسنة، وهو ما أثار غضب عدد من متابعى الندوة من الشيعة، فقام أحدهم وقال إن"السعودية أعطتكم فلوسا للهجوم على إيران"، فيما اتهم د. أحمد راسم النفيس النظام العراقى السابق بتعميق الفتنة الطائفية، متهماً فى الوقت ذاته الرئيس الراحل صدام حسين بأنه أعطى أوامره لرجال نظامه بقتل العلماء الشيعة.
المبارزة فى الندوة التى عقدت صباح اليوم لم تقتصر على أنصار السنة والشيعة وإنما امتدت إلى مناصرى النظام العراقى السابق برئاسة صدام حسين، والمعارضين لهذا النظام، ففى حين قال الكاتب العراقى صلاح نصراوى إن الواقع فى العراق أكثر كارثية ومأساوية، مشيراً إلى أن القضية الأساسية فى الوقت الحالى تتطلب التركيز على إعادة بناء الدولة التى تم تدميرها من جانب النظام العراقى الاستبدادى السابق قبل الغزو الامريكى، أعلن عدد من الحضور غضبهم على هجوم نصراوى على نظام صدام حسين، وانطلقت صيحات البعض "يعيش المرحوم صدام حسين"، مما دفع نصراوى إلى ترك المنصة وإنهاء الجلسة الثانية من الندوة، من جانب د. على الدين هلال أمين الاعلامى بالحزب الوطنى الديمقراطى.
الندوة التى نظمها مركز الاهرام للنشر والترجمة والتوزيع بمناسبة صدور "الفتنة الكبرى الجديدة" للزميل محمد الأنور الذى أنهى مهمته مؤخراً كمراسل للأهرام فى العراق، أكدت أن هناك دورا إيرانيا فيما يحدث بالعراق فى الوقت الحالى، متهمة فى الوقت نفسه الأنظمة العربية بأنها أعطت الفرصة لإيران بعد أن أخلت الساحة لها.
الدكتور نورى عبد الرازق رئيس منظمة التضامن الأفريقى الآسيوى، انتقد عدم الفهم أو الإدراك العربى لطبيعة الرغبة الإيرانية تجاه العراق، وقال "إن إيران لها دور فاعل فى العراق لأنها تاريخيًّا لها خلافات مع العراق منذ النظام الملكى، وكانت من الدول المرحبة بإسقاط صدام، بعد أن ساهموا مع أمريكا فى إسقاط طالبان فى أفغانستان، وهو ما يوضح أن هناك استراتيجية إيرانية واضحة للسيطرة على العراق، وهو مالم تأحذه الدول العربية بعين الاعتبار".
وأضاف عبد الرازق أن "الدور الإيرانى دخل النسيج العراقى وساعدوا تنظيم القاعدة فى دخول العراق فى زمن صدام حسين من خلال حزب الله الإسلامى فى شمال العراق العرب"، معرباً عن أسفه لعدم وجود أجندة أو استراتيجية عربية تجاه العراق وإنما لديهم فعل ورد فعل.
وقال إنه بعد الاحتلال صارت عملية مدروسة لانتزاع الهوية العربية من العراق، مشيراً إلى أن العراق بحاجة للدعم العربى، وخاصة من مصر، لأن الدول العربية الأخرى- على حد قوله- لديها أجندات وقوى داخل العراق، لكن مصر ليس لديها أجندة خاصة فى العراق، وإنما تعمل على أساس المصلحة العراقية.
وحول رؤيته لابتعاد العرب عن العراق، قال عبد الرازق "إن الولايات المتحدة الأمريكية هى أكثر دول العالم تغييراً لمواقفها فى لحظات، فبالنسبة للعراق كانت مشجعة للرئيس صدام حسين فى حربه على إيران، وفى مرحلة أخرى أعطت تشجيعاً للكويت ثم قادت تحالفا دوليا لضرب العراق، وفى مرحلة ما بعد انهيار النظام السابق كانت تعرف الحكومات العربية أن واشنطن تعتمد فى حالة إسقاط نظام صدام حسين على قوى سياسية جمعتها أمريكا فى مؤتمر بالعاصمة البريطانية لندن عام 2002، وقالت لهم إن من لم يحضر هذا المؤتمر فلن يكون له نصيب فى حكم العراق"، وهو ما فهمته الدول العربية بأن هناك تجهيزا أمريكيا لمرحلة ما بعد صدام.
أحمد الحبوبى السياسى العراقى المستقل، تحدث عن أمر آخر يراه سبباً فى الفتنة بالعراق، وهو الدور الإسرائيليى ، وقال إنه عندما قررت أمريكا احتلال العراق،كان لإسرائيل دور خطير، وقال "لدينا معلومات عن أن لإسرائيل وجودا حقيقيا فى شمال العراق حتى قبل الاحتلال".
وحول الدور العربى فى العراق، قال "المطلوب من العرب كأنظمة وشعوب أن يكونوا داعمين للعراق، لكن الجامعة العربية فشلت فى التواصل مع الملف العراقى".
خليل الدليمى الباحث العراقى تحدث عن أسباب غياب الدور العربى فى العراق، وقال إن هناك معارضة من داخل العراق خاصة من الأحزاب والميليشيات للوجود والدور العربى، التى عملت على تقطيع أرجل العرب من خلال سلسلة اغتيالات طالت دبلوماسيين عربا كان أبشعها اغتيال سفير مصر السابق فى العراق الشهيد إيهاب الشريف.
وطالب الدليمى بتعليق الاعتراف الرسمى العربى بالحكومة العراقية وإبقاء مقعد العراق فى الجامعة العربية خالياً حتى يخرج الاحتلال، والاعتراف بالمقاومة العراقية وفتح مكاتب لها بالعواصم العربية وتقديم كافة أنواع الدعم لها.
عقدت بالأهرام اليوم
ندوة "الفتنة الكبرى" تتحول لمبارزة شيعية سنية
السبت، 24 أكتوبر 2009 07:49 م