لوس أنجلوس تايمز: الإخوان جماعة لا تعلم ما تريد

السبت، 24 أكتوبر 2009 02:36 م
لوس أنجلوس تايمز: الإخوان جماعة لا تعلم ما تريد جماعة الإخوان فى مصر تشهد تصعيداً أمنيا وأزمات داخلية خلال الفترة الأخيرة
كتبت رباب فتحى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ألقت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" فى تقرير أعده مراسلها فى القاهرة، جيفرى فليشمان، الضوء على المسرح السياسى فى مصر، وتحديداً على الدور الذى تلعبه جماعة الإخوان المسلمين فى تحريك دفة هذا المسرح، وذهبت إلى أن حملة الاعتقالات الأخيرة، والتى شملت أكثر من 400 عضو من أعضاء الجماعة، لم تكن على ما يبدو سوى خطوة اتخذها الحزب الوطنى بهدف إضعاف الجماعة قبل انتخابات عام 2010 البرلمانية.

يقول فليشمان إن أعضاء من الجماعة المحظورة رسمياً رشحوا أنفسهم كعضو مستقل فى انتخابات 2005 وفازوا بـ20% من مقاعد البرلمان، لذا يرى المحللون أنه فى حال أدى الإخوان بشكل جيد هذا العام، سيعقد ذلك من خطة الحزب الوطنى لجعل جمال مبارك، أمين السياسات بالحزب الوطنى، يخلف والده على كرسى الرئاسة.

وتلفت الصحيفة إلى أن جماعة الإخوان المسلمين، التى تدعى أنها لا تريد حكم مصر، تعمل جاهدة مع جماعات أخرى لمنع التوريث، كما أنها تحظى بشعبية كبيرة تفتقر إليها جماعات المعارضة العلمانية. وتنقل الصحيفة عن خليل عنانى قول "أنا لا أبالغ عندما أقول إن خلافة جمال مبارك لن تحدث إلا عن طريق إبرام اتفاق مع الإخوان المسلمين يسمح لهم بالمشاركة فى الحياة السياسية، ويمنح جمال الغطاء الشعبى الذى يحتاجه بشدة".

وعلى الرغم من أن حكومة الرئيس حسنى مبارك تعتبر الإخوان المسلمين منظمة متشددة تربطها صلات وثيقة بمنظمات إرهابية عازمة على فرض الشريعة الإسلامية فى جميع أنحاء مصر، وتقوم بشن حملات اعتقال ضارية ضدهم، إلا أن الجماعة منتشرة تقريباً فى كل مكان بين صفوف العمال البسطاء وبين صفوف أصحاب العقارات والملايين وحتى قاعات البرلمان، على حد قول الصحيفة.

وترى لوس أنجلوس تايمز أن التهديد الحقيقى الذى تمثله الجماعة بالنسبة للحزب الوطنى يكمن فى رواجها بين المتعلمين والطبقة المتوسطة التى تنظر للنظام على اعتبار أنه فاسد ويدين بالولاء للغرب. وعلى الرغم من انتماء بعض المتشددين للجماعة، إلا أن الإخوان المسلمين تنتهج إسلاما معتدلا هدفه إعادة هيكلة سياسات الشرق الأوسط، وهو الأمر الذى يفرض التحديات أمام واشنطن.

مصر تعتبر حليفا أمريكيا قويا فى المنطقة حافظ على السلام مع إسرائيل على مدار 30 عاما، واستحواذ الأخوان، الذين يؤيدون المقاومة المسلحة ضد الدولة اليهودية، على مقاليد القوى من شأنه زعزعة هذا التوازن. كما أن الجماعة قد تسبب فى حدوث الكثير من الاضطرابات التى ستضر بشكل أو بآخر بفرص انتقال سلس للحكومة، بعدما يتنحى أو يرحل الرئيس مبارك الذى يبلغ من العمر 81 عاما.

ويشير فليشمان إلى أن قمع السلطات المصرية لجماعة الإخوان وجماعات المعارضة الأخرى ينتقص من مصداقية إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى المنطقة، فواشنطن حثت على تطبيق بعض الحريات السياسية واسعة النطاق فى مصر، ولكنها، خوفاً من نوايا الجماعة، لم تنتقد مبارك بشدة نظراً لفقر سجل حقوق الإنسان الخاص بمصر.

ومن ناحية أخرى، توضح الصحيفة أن الجماعة تواجه الآن المزيد من الضغوط من الداخل ومن الخارج على حد سواء، فصفوفها انقسمت بين المحافظين والإصلاحيين، وبين هؤلاء الذين يؤيدون طموح المنظمة السياسى وبين هؤلاء الذين يريدون عودتها إلى أصلها كحركة دينية واجتماعية.

ويرى البعض أن الانتقام كان سبب حملات الاعتقال الأخيرة ضد الإخوان، وذلك لدعمهم حكومة حماس فى قطاع غزة، "دعمنا بشكل فعال أشقاءنا الفلسطينيين، خاصة منذ الهجمات الإسرائيلية ضد غزة، وهذا أثار غضب الكثير من القوى داخل وخارج مصر، ومنذ ذلك الحين بدأت الحكومة فى اعتقال أعداد كبيرة من أعضائنا.. وضغط الكثير من قوى الغرب على النظام لفعل ذلك"، على حد قول محمد مهدى عاكف المرشد الأعلى لجماعة الإخوان.

وتعدد الصحيفة أكبر التحديات التى تواجه الجماعة، وتحصرها فى تطلعاتها السياسية وافتقارها لرؤية واضحة يعتمد عليها نهجها، فهى تقوم فى كثير من الأحيان بإرسال رسائل مشوشة، كما أن أيديولوجيتها تحد من حرية التعبير وحرية المرأة، وترفض فكرة السماح لمسيحى باعتلاء كرسى الرئاسة. ويؤكد بعض النقاد أن الجماعة لا تعلم تحديداً ما الذى تريده فى وقت يتعطش خلاله المصريون لبديل يشكل مصدر إلهام لهم بعيداً عن حكم مبارك الذى استمر لـ28 عاماً.

وتنقل الصحيفة عن عصام العريان، أحد أبرز أعضاء الجماعة قول "نحن لا نبحث عن القوى وإنما نريد إصلاح البلاد، فمصر أفضل الأماكن لبناء ديمقراطية إسلامية نظراً لأننا معتدلون. ولكن الغرب لا يزال خائفاً من الإسلام، كما أن النظام [نظام مبارك] أقنع الغرب أن الديكتاتورية أفضل من الديمقراطية الإسلامية".

للمزيد من الاطلاع اقرأ عرض الصحافة العالمية على الأيقونة الخاصة به..








مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة