تنبأ الكاتب الإسرائيلى المتخصص فى الشئون العربية بصحيفة هاآرتس تسيبى برائيل، بوقوع انتفاضة ثالثة فى أى وقت. وقال إن "الانتفاضة الثالثة قادمة لا محالة بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية الناجمة عن القيود التى تفرضها إسرائيل وتجعل من المستحيل العثور على عمل، فضلا عن ارتفاع معدل البطالة عموما، والحصار المفروض على الأراضى الفلسطينية وغياب الأمل نحو حياة أفضل، وكل ذلك يؤدى إلى الإجهاد الذهنى والأمراض النفسية المزمنة".
واستشهد برائيل بتقرير نشر هذا الأسبوع من قبل مدير وحدة الصحة العقلية فى وزارة الصحة الفلسطينية الدكتور حازم عاشور، عن أسباب قيام الفلسطينيين بالهجمات الاستشهادية، وجاء فيه أن عدد المحاولات الاستشهادية المسجلة فى السلطة الفلسطينية حتى الآن هذا العام بما فى ذلك تلك التى نجحت، يقف عند 223، منها 102 وقعت فى منطقة نابلس وحدها.
وعلق برائيل على التقرير الفلسطينى قائلا "إن نحو 150 من الهجمات قد ارتكبت منذ بدء الانتفاضة فى سبتمبر 2000، بالمقارنة مع 21 هجوما من هذا القبيل قبل ذلك التاريخ، على الرغم من حقيقة أنه حتى قبل عام 2000 كان الفلسطينيون لديهم ما يكفيهم من سبل لحياة كريمة عكس ما هم يعيشون عليه الآن، وعلاوة على ذلك فإن احتمالات الهجمات الاستشهادية لم تتضاءل حتى الآن، بل هناك الأسباب الكفيلة لإشعال شرارتها فى أى لحظة".
وقال الكاتب الإسرائيلى إن أسباب الانتفاضات السابقة لا تزال موجودة، وأولها أن المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين لا تسير على ما يرام، وثانيها عدم تحقق التطلعات الوطنية لإقامة دولة فلسطينية مستقلة حتى الآن، سواء بسبب عدم وجود شريك فى المفاوضات، لأن القيادة الفلسطينية غير قادرة على اتخاذ القرارات العملية بالإضافة للوضع الاقتصادى المتدهور بالرغم من تحسنه بعض الشىء من حين لآخر، ولكنها لا تزال بعيدة عن توفير مستوى معيشى كالذى كان شائعا فى الأراضى الفلسطينية قبل الانتفاضة الثانية.
