قلق من معادة السامية بعد "جولدستون"

السبت، 24 أكتوبر 2009 07:56 م
قلق من معادة السامية بعد "جولدستون"
إعداد ديرا موريس

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى تعليقه على مصادقة مجلس حقوق الإنسان على تقرير جولدستون الذى يدين إسرائيل بارتكاب "جرائم حرب" خلال الحرب فى غزة، أكد ريتشارد براسكييه، رئيس المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية بفرنسا "الكريف" على الموقع الالكترونى للمجلس، أن قرار المجلس لم يكن مفاجأة بالنسبة له، وذلك لأن مجلس حقوق الإنسان لا يمثل، من وجهة نظره، سوى صورة كاريكاتورية لما ينبغى أن يكون فعليا، مشيرا إلى قلقه إزاء ما قد ينتج عن هذا القرار من تزايد الأعمال المعادية للسامية.

يقول براسكييه إن قرار المجلس قد تم "اختطافه" من قبل مجموعة من البلدان التى تعد من بين الدول الأكثر نشاطا فى انتهاك حقوق الإنسان فى العالم، مثل ليبيا وإيران أو كوبا، ومن حولها دول المؤتمر الإسلامى وحلفاؤها بالإضافة إلى الأغلبيات التى تسعى إلى غايات سياسية بحتة. ومن ثم فإن إسرائيل تعد هدف دائم لمجلس حقوق الإنسان (26 قرارا من مجموع 32 قد استهدفت إسرائيل) الذى منح على الفور للجنة جولدستون مهمة التحقيق فى "جرائم الحرب" التى قامت بها إسرائيل خلال عملية "الرصاص المصبوب". وهكذا يرى براسكيه أن مهمة لجنة جولدستون كانت معدة مسبقا. فقد رفضت السيدة روبنسون، وهى ليست صهيونية متطرفة، تولى رئاسة اللجنة التى اعتبرتها منحازة منذ البداية، وللأسف، كما يشير براسكييه، وافق القاضى جولدستون عن قصد على الوقوع فى هذا الفخ.

ويصف براسكييه تقارير لجنة جولدستون فى غزة بأنها سطحية من الناحية الفنية خاصة مع غياب أى خبير عسكرى حقيقى، حيث تم وضع هذه التقارير على أساس شهادات أشخاص، أشرفت عليها حماس بصورة منتظمة، وحتى السطور القليلة التى تنتقد حركة حماس والذى "يفتخر بها القاضى جولدستون" لم تكن جزءا من التقرير كما أقره مجلس حقوق الإنسان.

ويقول براسكييه إن تقرير جولدستون قد نفى عن إسرائيل "حق الدفاع عن النفس"، وأن للأسف إذا أُجيز هذا التقرير من قبل الأمم المتحدة، فسوف يكون بمثابة إدانة تامة لإسرائيل على أسس جدية ونزيهة، وهو ما ليس مطابقا فعليا للحقيقة. ولذلك يشير براسكييه إلى دهشة وحزن إسرائيل حيال عدم تصويت فرنسا ضد اعتماد تقرير جولدستون.

ويدافع براسكييه عن إسرائيل مشيرا إلى شهادة الكولونيل كيمب، القائد السابق للقوات البريطانية فى أفغانستان أمام مجلس حقوق الإنسان، والذى قال إنه لم يحدث أبدا أن قام جيش باتخاذ مثل كل تلك الاحتياطات لتفادى سقوط ضحايا من المدنيين، فى الوقت الذى كانت فيه الأوضاع فى قطاع غزة صعبة للغاية.

وفى الوقت الذى لا يستبعد فيه براسكييه أن يكون الجانب الإسرائيلى قد قام ببعض التجازوات الفردية خلال هذه الحرب، فإنه يرى أن الجيش قد أدان بعض جنوده، وأن إجراء تحقيق قومى، مثلما كان يحدث فى الماضى، ولكن من دون اعتبار هذا الأمر اعترافا بالذنب من جانب إسرائيل، تعد مسألة مفيدة لإسرائيل، متسائلا ما إذا كان من الممكن أن يتحقق ذلك أيضا فى صفوف حركة حماس.

ويخلص براسكييه إلى أنه لا يمكن انتقاد اسرائيل فيما يتعلق بالطريقة التى أدارت بها الحرب فى غزة دون التساؤل لماذا لم يشكل مجلس حقوق الإنسان لجنة سريعا للبحث فى صراع سريلانكا، الذى أودى بحياة خمسة عشر أضعاف من القتلى المدنيين؟ مشيرا إلى صمت هذا المجلس فى مواجهة المجازر فى دارفور، وتقصيره أمام الانتهاكات الجسيمة لحقوق لإنسان من قبل دول يحميها حلفاؤها فى الأمم المتحدة بصورة منتظمة.

ويتساءل براسكييه أيضا: هل سبب الهجوم ضد إسرائيل هو ما فعتله؟ أو بالأحرى لأن الكثير من البلدان لاتزال غير قادرة على تقبل وجودها، ومن ثم فهى تسعى لنزع الشرعية عنها بجميع الوسائل.

وحول العواقب التى قد يؤدى إليها اعتماد هذا التقرير، يرى براسكييه أنه أهم تلك العواقب قد تكون مرحلة جديدة من تشويه صورة إسرائيل وتشجيع ملاحقة المسئولين الإسرائيليين ووضع عراقيل أمام السلام...

ويعرب براسكييه فى النهاية عن قلق المجلس التمثيلى للمؤسسات اليهودية بفرنسا لما يمكن أن يسفر عنه هذا التقرير من أعمال معادية للسامية.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة