"خلية على السرير" مجموعة قصصية عن العربية

السبت، 24 أكتوبر 2009 09:40 ص
"خلية على السرير" مجموعة قصصية عن العربية مجموعة قصص "خلية على السرير"
كتب وجدى الكومى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صدر عن الدار العربية للعلوم ناشرون مجموعة قصص "خلية على السرير" للقاص البحرينى جمال الخياط.

يقدم المؤلف مجموعة من القصص والمشاهد المشبعة بالتداعيات والأفكار المعلنة أحياناً ببساطة وحرية، وأحياناً أخرى رمزية، حيث حوت المجموعة 6 قصص مختلفة الموضوعات.

فى قصة "خليّة على السرير"، تداعيات كثيرة تخرج من ذهن متعب، ومن حالة كتمان لا بد من انعتاقها. قالت له الجدّة: "إذا استعصى عليك البوح، فالكتمان مصيبتها أعظم يا ولدى. يباغتك بغرس سكاكين من الشك فى النفس حتى يحطمها ولا تستطيع بعدها الخلاص". لذا يندفع البوح خارجاً على سجيته، فى وصف حالة مواجهة ذاتية معقدة ورواية تفاصيلها التى تهيم كما تأتيه بصورها المربكة ورموزها الخاصة: "لم يبق من جسدى غير خلية يتيمة نجت من الاجتياح الأخير ولا تزال تنبض بالحياة فى فضاء بخيل كشاهدة ثمينة على الغفلة التى عيرتنى بها تلك الطفلة المتهورة"، "سأظل أروى الخلية حتى تنشطر بجنون وتتناسل لتتشكل طيناً رصيناً غير هذه الملامح المجوفة التى أحرص على غسلها كل صباح جديد.."

فى "عشبة لماء الانتظار"، يتحدث عن الأوضاع العامة برموز العاصفة والمطر: "مطر انتظروا مقدمه بشوق من أجل أن يغسل آلامهم قبل آثامهم..". "لم يفهم الحشد مقصد الحجى من هذه العبارة المبهمة.."، "فمنذ زمن بعيد لم تشهد البلاد رحمة من السماء أو ينال العباد سخاء من المطر.."، لكن حين أمطرت بغزارة وتوالت الأيام دون أن "يتوقف المطر النبيل عن هطوله الذى لم يعد لطيفاً"، وطُلب من الحجى "لملمة المطر"، أجاب: "إنكم تغتالون المطر ولا تدركون أنكم بهذه الفعلة الشنيعة تجنون على البراءة التى تكاد تشح من هذا العالم الجشع..البشع. "لكن الكاتب يطمئن الجميع فى نهاية الأمر: "عما قريب سيهطل مطر حقيقى هذه المرة كما أنبأته الغيوم الأمينة".

وتروى قصة "شبيه الريح"، علاقته بأخيه "المتعجرف" الذى أصبح مهووسا بفرض أوامر والده المتوفى على الجميع بما فيهم والدته وأخته، وفيها يدخل الكاتب فى فلسفة المعانى القابعة خلف رمزى "الباب والريح"، فى محاولة لمعرفة أى منهما سيختار أن يكون إذ "لن تعرف ماذا تخبئ لك الأبواب ولن تستطيع الوثوق بالريح دون ضمانات"، لكن دموع أخته الساخنة ستمده بقوة تعينه على مواجهة الريح العفنة، ويقرر: "سأكون الباب".

"الأزرق الباهى"، تتحدث عن "صبى مراهق يخشى البحر بزرقته الغامضة"، البحر الذى سلبه جده فى رحلة الغوص الأخيرة، وعن حبه الأول لـ "صفية" الصبية التى "تقوده رغم صغرها بسنوات قليلة"، وعن "حى رائع يموج بأجناسه المتنوعة فى تناغم عجيب". وكأكثرية نهايات قصص الحب الأولى: "ذهبت صفية" وظل الأزرق ذكرى وفية لمواساتى". يعبّر عن فلسفته فى مفهومى الموت والحياة فى قصة "موت مؤجل" الملتبسة فى واقعيتها وتخيّلها. فعلى طرح سؤال ساخر: "ماذا بعد الغرق.. هل مت؟"، يرد برمزية: "المهم أننى غرقت والأكيد أننى فقدت آدميتى بعد أن لفظنى البحر.. قد أكون مت.. ومن المحتمل أيضاً نجاتى..".

فى القصة الأخيرة "تراتيل الخلاص"، يعود إلى حادثة فقدانه لأبيه "العظيم" الذى كان بطلاً يصارع الاحتلال، وإلى "ذكريات الجدة الرائعة" عنه، وإلى البلدة التى أحبّ كثيراً، "فالناس هنا طيبون ودودون إلى درجة أنهم يتسابقون على خدمتك قبل أن تطلبها".






مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة