محمد حمدى

إيران وإسرائيل.. جزء من الصورة

السبت، 24 أكتوبر 2009 12:01 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قبل نحو عشر سنوات تلقيت أنا والصديق العزيز خالد صلاح رئيس تحرير اليوم السابع معلومة تفيد بانعقاد اجتماع سرى فى القاهرة تشارك فيه إسرائيل ومعارضون للعملية السلمية، تحركنا بمنتهى السرعة والسرية لنصل لمعلومات مهمة جداً نشرناها فى مجلة الأهرام العربى، وكانت موضوع الغلاف الذى تناقلته وكالات الأنباء وكافة الصحف العالمية.

كان هذا الاجتماع الذى عقد فى فندق شيراتون الجزيرة تحت رعاية مركز بحثى سويدى يضم إسرائيليين وإيرانيين وعراقيين وسوريين ولبنانيين، وهى أربع دول تعارض عملية السلام ليل نهار، وتوصلنا إلى العديد من المفاجآت أهمها إن هذا كان ثالث اجتماع من نوعه لكنه الأول فى القاهرة.

كانت هذه الاجتماعات السرية هى ما تبقى من مؤتمر مدريد للسلام الذى انعقد عام 1992 وانتهى إلى تأسيس خمس أليات لبحث التعاون الإقليمى فى المنطقة، تعثرت كلها بينما ظلت ألية التعاون الأمنى الإقليمى مستمرة، وهى التى كشفنا عن اجتماعاتها.

لذلك لم يكن غريباً أن تشارك إيران فى اجتماعات مماثلة قبل أيام فى القاهرة لبحث منع الانتشار النووى بمشاركة إسرائيل، وأن يتبادل المسئولان الإسرائيلى والإيرانى المناقشات الثنائية، ورغم النفى الإيرانى الرسمى لهذه الواقعة والتأكيد الإسرائيلى لها، فلم آخذ النفى محمل الجد، تماماً كما حدث من قبل فى اجتماع شيراتون الجزيرة الذى تسلل إليه خالد صلاح وشاهد الحاضرين وحصلنا على أسمائهم ونشرناها كاملة.

فى السياسة لا يوجد شياطين وملائكة، وقد تتبنى الدول سراً مواقف تعارض سياستها المعلنة، وفيما يخص الجمهورية الإسلامية فى إيران فهى من أشد المعارضين للعملية السلمية فى الشرق الأوسط، وليس بينها وبين إسرائيل علاقات دبلوماسية، لكن اللقاءات والتعاون السرى لم يتوقف بين البلدين على الإطلاق.

وبالإضافة إلى الاجتماعات السرية التى يكشف النقاب عنها بين الحين والآخر، كشف من قبل أيضا عن علاقات متينة بين مسئوليين إيرانيين ورجل المخابرات الإسرائيلى يعقوب نمرودى الذى زار طهران خلال الحرب العراقية الإيرانية، وأجرى اتفاقات واضحة تم بمقتضاها تصدير أسلحة وقطع غيار أسلحة أمريكية إلى إيران رغم الحظر الأمريكى، وهو ما عرف باسم فضيحة "إيران جيت".

وإضافة إلى هذه الحوادث الثلاث هناك عشرات الإشارات إلى اتصالات سرية بين تل أبيب وطهران، سواء بشكل مباشر أو عن طريق وسطاء، تشكل كلها جزءاً من صورة الجمهورية الإسلامية فى طهران، وحين نحكم عليها لابد من استحضار هذه المقاطع المخفية وعدم الاستسلام للتصريحات الرسمية، لأنه حين تكون مصلحة إيران فى التعامل مع إسرائيل فهى لا تتردد فى ذلك، لكنها تحرص على إخفاء تلك الاتصالات حتى يقع عليها الصحفيون أمثالنا ويكشفونها للناس.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة