أكرم القصاص

من أجلك .. مايحكمش .. تعاليلى يابطة

الجمعة، 23 أكتوبر 2009 12:47 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا أعرف لماذا انتابت بعض الناس ضحكات، بسبب الشعارات التى انطلقت فى الأجواء السياسية من حولنا، ووقع خلاف بين قيادات تحالف ما يحكمش، حتى انتهوا إلى تغييره، ولم يستقروا على اسم جديد، وأراهن أنه حتى لو تم تغيير الاسم فسوف يبقى مايحكمش هو الأشهر، ويجرى معه ما جرى مع شارع السكر والليمون أو شارع الفار الذى تغير إلى شارع النهار"الفأر" سابقا. واضح أن الصراعات اختصرت فى الشعارات، الأكثر سهولة وسرعة فى الانتشار. أما باقى التفاصيل فهى فى الغالب تفاصيل مكررة، ومعادة ورأيناها عشرات المرات، وبالتالى فإن الملل متوقع، من السياسة عموما... اللافت أنه بسبب مايحكمش انتعشت بعض الأحزاب الصغيرة المبنية للمجهول، وأطلقت حملة مضادة، أطلقت عليها ابتزازكو، فى تحرك يبدو مقصودا منه "التشويش على اللغوشة".

ولم يكذب الحزب الوطنى خبرا وأطلق هو الآخر شعار مؤتمره القادم "من أجلك أنت"، وهو شعار انتخابى أكثر منه شعار مؤتمراتى، فقد جرت العادة أن المرشح يعلن لناخبيه "رشحت نفسى من أجلكم"، بينما هو رشح نفسه من أجل مصلحته، وليس من أجلهم ولا من أجل غيرهم. كما أن شعار من أجلكم، يبدو قريبا من شعارات وزارة المالية "مصلحتك أولا"، وهو شعار حق يراد به جمع الضرائب، وزيادة الحصيلة.

والحزب الوطنى هو أكثر الأحزاب اختراعا للشعارات، فهو الذى اخترع الفكر الجديد، والفكر القديم، والفكر الصافى، والمخلوط، وأبو دقة، وأبو طحينة، وكلها أفكار لم يستفد منها المواطن ونظر لها دائما على أنها الحصبة والأنفلونزا والسحابة السودا. وبالتالى لو جاء الحزب الوطنى بعد كل هذه السنين ليقول له إنه عقد المؤتمر من "أجلك أنت"، فسوف يرد ويقول " أيظن".

والحزب لم يختلف بشعار "من أجلك"، مع شعارات مثل "ما يحكمش، وعلشان خاطر عيونك"، ولجل النبى". وهى شعارات تتناسب مع عصر الإعلانات الذى نعيشه، ولا نستبعد أن يخرج حزب ما بشعار لحملته الانتخابية يقول "شبساوى على طول"، أو قرمش وازدنهش، أو ماتبصليش بعين معارضة، "وبص للى يشوف مايرضى".

ولا أعرف لماذا النفور من شعارات بسيطة ظهرت فى أعقاب الكثير من الحركات التى اختارت أسماء سهلة مثل "ما اظنش" أو مايصحش أو على فكرة، وهى شعارات تأثرت بمدرسة الإعلانات، خاصة نحن خارجون من شهر رمضان، الذى ولدت فيه أكثر الأفكار الإعلانية شهرة.

مع الأخذ فى الاعتبار، أن لجنة السياسات تضم بين صفوفها، عددا من خبراء الدعاية والإعلان. لكن ربما تصور بعضهم أنه يسوق لنوع من البطاطس، وربما لو استفاد الحزب من إعلانات شركات المحمول، لنجحت حملاته، خاصة لو أطلق شعار اتكلم براحتك، لكن المشكلة أنه يحتاج إلى منافسة شركتين أو حزبين وهو أمر غير متوفر. والحزب الوطنى لا يحب المنافسة، وإذا كان فيحب أن ينافس نفسه، عادى ومستقل.

يتصور الحزب الوطنى أن المشكلة فى الشعار، مع أنه عاش أكثر من ثلاثين عاما بلا شعار ولا مؤتمر، وظل حزبا للأغلبية بدون انقطاع. فهل انتبه مؤخرا إلى أن "الشعار يدل على المشعور"، وأن الجماهير تعطيه ظهرها، بسبب شعاراته، التى إن تغيرت ربما يتغير الحال، ويصبح حزبا محبوبا ومعشوقا تتهافت عليه الجماهير. ثم أن الحزب بلا منافس ولا معارض، فماذا يفعل بالشعارات. أو بالمؤتمرات التى لا تفيد مثل الجريمة. عموما لا يجب أن نغضب من شعار من أجلك، فربما المرة القادمة، يكون الشعار "تعاليلى يابطة". وترد المعارضة " وانا مالى هى".





مشاركة




لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة