صدرت عن الدار العربية للعلوم ناشرون رواية "مس العشاق" للروائى صلاح معاطى.
تتخذ الرواية من "مركز فيوليت للتجميل" إطارا لعرض النماذج والحالات التى يؤول إليها البشر، فى مجتمع تتعرض فيه القيم الحقيقية إلى حالة من الزيف، وتلتبس عليه المقاييس.
فبطلة الرواية "نرجس" تقوم بتجميل النساء، وبوضع المساحيق والطلاء على وجوههن، فتحولهن إلى جميلات وجّذابات. ونتيجة لمراقبتها الدائمة ودقتها فى ملاحظة الوجوه التى باتت هى من يحدد ملامحها ويشكّل خطوطها، لم تحصل على الخبرة فقط فى تجميل هذه الوجوه ومعرفة خفاياها، بل أصبح لديها فلسفتها الخاصة: "لا تدع الدنيا تمكيجك.. مكيجيها أنت واختارى أجمل ما فيها".
ولأنها عرفت قيمة الجمال الذى تضفيه على وجوه الفتيات اللواتى يتحولن إلى فاتنات، بمجرد إضفاء لمسة من ريشتها الفنانة، أو من جراء محوها لتجاعيد الزمن، أو بسبب نجاحها فى إخفاء علامة من علامات القبح، استنتجت أن ذلك سيجعل منها عنصرا هاما فى تحريك الأحداث هى التى تمنح الحب والسعادة، وهى صانعة هذا الجمال الذى يقع أسيره الرجال.
صحيح أن مهنتها إسعاد الآخرين إلا أنها لا تستطيع إسعاد نفسها، تعرف كيفية صنع القناع الجميل لكنها أيضا تعلم كيف تزيله، أصبح لها نظرة ثاقبة بالجميع، نساء ورجالا، ومجرد التفاتة منها تكفى لكشف ما يلتمع فى صدورهم، وما يدور فى دواخلهم. "فخلف الشخصيات الوقورة والهامات العالية" التى يظهر بها الرجال غالبا ما كانت تجد نفوسا ضعيفة، تنهار بسهولة أمام سلطة الجمال، فتنحدر وينحدر معها العديد من الضحايا.
فكرة القناع الذى تصنعه مستحضرات التجميل حقيقة، اعتمدتها الرواية أيضا رمزا يدل على الفساد الفعلى فى المجتمع الذى يخفيه أصحابه بالأقنعة الجميلة.