مما لاشك فيه أن جهاز الشرطة هو بالفعل ودون رياء الحصن الحصين والدرع المتين فى حفظ الأمن الداخلى لمصرنا العزيزة، ولكن مع ضغوط الحياة وكثرة السكان وكثرة القضايا زادت الهوة والفجوة بين جهاز الشرطة من ناحية والشعب من ناحية أخرى وهناك خوف موروث من رجل الشرطة من قديم الأزل. فلماذا لا يقوم هذا الجهاز بحملة إعلامية واقعية للتعريف بالوجه الحضارى الجميل لرجل الشرطة؟ لماذا لا تكون هناك زيارات منتظمة للمدارس بصفة خاصة والاجتماع بالطلاب - ولا حبذا فى عيد الشرطة- إننا بحاجة إلى أن يعرف كل منا الآخر عن كثب، وربما تثمر تلك اللقاءات عن تفهم لطبيعة عمل رجل الشرطة.
إن الكثير من المصريين يخشون الإبلاغ عن حادث أو ربما جريمة وقعت أو ربما أخرى على وشك الحدوث لا لسبب إلا ليتفادى التعامل مع الشرطة. إن مصرنا الحبيبة فى أمس الحاجة الآن لأمن داخلى قوى، ولا يستطيع رجل الشرطة بمفرده فرض هذا الأمن بدون مساهمة حقيقية وفاعلة من المواطنين. وأتمنى أن يأتى الوقت الذى نرى فيه كل مواطن يبلغ عن أى مخالفة تضر بأمن الوطن، كما نرى فى الدول الغربية، وهنا أتساءل: لماذا لا يكون هناك خط ساخن معلن عنه للإبلاغ عن أى مشاهدات مشبوهة؟ لماذا لا تكون هناك جماعة لأصدقاء الشرطى؟ لماذا لا يكون هناك برامج تليفزيونية وإذاعية مثلا بعنوان (يوم من عمرى) يستضاف به فى كل حلقة أحد رجالات الشرطة من جميع الرتب والمناصب ليتعرف الناس عن كيفية قضائهم يومهم من الصباح حتى الخلود للنوم؟ أم أن الإعلام المصرى أصبح حكرا على لاعبى الكرة والفنانين-مع احترامنا لهم كبشر-؟ هناك الكثير من الاقتراحات وأتمنى أن ترى النور من أجل مصرنا الحبيب.