أبدى خبراء تربويون رفضهم لتجربة إنشاء مدارس أمريكية للطلاب المتفوقين فى محافظتى القاهرة والإسكندرية ((تخضع لإشراف جهات تربوية أمريكية، وتتيح تعليما مجانيا)) حسبما أعلنت مارجريت سكوبى، السفيرة الأمريكية لدى القاهرة، أمس الأول الأربعاء، فيما نفى حسين عبد العظيم، مدير إدارة "التعليم الخاص والأجنبى" بوزارة التربية والتعليم، طرح السفارة الأمريكية هذه التجربة على الوزارة حتى الآن.
ووصف الدكتور حسنى السيد، الخبير بمركز البحوث التربوية، إعلان السفيرة الأمريكية بالقاهرة عن خطة لإنشاء مدارس نموذجية للطلاب المصريين المتفوقين بالمجان بأنه اختراق واضح لنظام التعليم المصرى، مطالبا وزارة التربية والتعليم بالإفصاح عن بنود تلك الخطة للرأى العام، مع إتاحة الفرصة لمنظمات مدنية للمشاركة فى الإشراف على هذه المدارس.
وأوضح السيد، لـ "اليوم السابع"، أن خطورة إنشاء مدارس أمريكية للمتفوقين تكمن فى عدم إيضاح السفيرة الأمريكية المعايير التى سيتم على أساسها اختيار طلاب هذه المدارس، وشكل المناهج التى سيدرسونها وما إذا كانت تحافظ على الهوية الوطنية الدينية للطلاب المصريين أم لا، وتساءل "هل سيكون ولاء هؤلاء الطلاب لأمريكا التى تنفق على تعليمهم أم لمصر؟".
وشدد الدكتور حسنى السيد على ضرورة مراجعة بروتوكول إنشاء مدارس "المتفوقين" الأمريكية داخل البرلمان المصرى، حتى يتمكن من الاطلاع على بنوده، واستبعاد ما لا يتوافق منها مع طبيعة النظام التعليمى فى مصر.
ومن جهته حذر حسن العيسوى، الناشط فى مجال حقوق العاملين بالتعليم، من أن يؤدى إنشاء مدارس أمريكية للمتفوقين إلى خلق جيل من الشباب لا يعلم شيئا عن هويته المصرية والعربية، ورفض العيسوى تلك التجربة، مشددا على خطورتها من الجانب التربوى، وقال، "التعليم مسألة أمن قومى ولا نقبل بأى محاولة لاختراقه"، مشيرا إلى أن تقديم جهات خارجية دعماً مالياً للمؤسسات التعليمية فى مصر لا يعنى بالتبعية الإشراف عليها.
من جانبه أكد حسين عبد العظيم، مدير إدارة "التعليم الخاص والأجنبى"، بوزارة التربية والتعليم أن السفارة الأمريكية لم تطرح مسألة إنشاء مدارس أمريكية للمتفوقين على الوزارة حتى الآن، لكنه أشار إلى أن قانون التعليم الذى صدر عام 1981 يمنح الوزارة الحق فى الإشراف على أى مدارس منشأة داخل مصر، إلا المدارس التى تتبع السفارات مباشرة.
وأضاف "لا تستطيع أى مدرسة داخل مصر فرض مناهج معينة على طلابها دون الحصول على موافقتنا وإلا سيكون مصيرها الغلق"، موضحا أنه لا يعلم ما إذا كانت مدارس "سكوبى" ستخضع للسفارة الأمريكية أم ستكتفى أمريكا بتمويلها فقط طالما أنها ستكون مجانية.
تربويون يرفضون مدارس "المتفوقين" الأمريكية ويعتبرونها اختراقا لـ "التعليم" المصرى.. والوزارة: لا نشرف على مدارس السفارات وسكوبى لم تخاطبنا
الجمعة، 23 أكتوبر 2009 09:17 ص