محمد حمدى

هل تغير الحزب الوطنى؟

الخميس، 22 أكتوبر 2009 12:24 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأسبوع القادم يبدأ الحزب الوطنى مؤتمره السنوى الذى يستمر ثلاثة أيام، ورغم أنى لست عضوا فيه أو فى أى حزب آخر، وأفضل الاحتفاظ بقناعاتى السياسية لنفسى دون الانخراط فى أى حزب سياسى حتى أظل على نفس المسافة بين كل الأحزاب، فإننى ومن موقع المحايد المراقب ألحظ بعض التغييرات المهمة فى المسيرة السياسية لهذا الحزب، بها بعض الإيجابيات كما هى السلبيات أيضا.
ولعل أولى إيجابيات الحزب هى التمسك بآلية عقد مؤتمر عام سنويا بعد أن كان هذا المؤتمر يعقد كل خمسة أعوام، فبدى وكأنه دورة ألعاب أوليمبية مع أنه حزب سياسى يحتاج لاجتماعات دورية لمناقشة السياسات العامة والتطورات وليس الانعقاد للموافقة على ما يصدر من رئيسه كما كان يحدث من قبل.
وخلال السنوات الأخيرة أيضا ألحظ على المستوى السياسى حراكا داخل الحزب فى إعداد أوراق سياسات مهمة، تحمل رؤى مستقبلية للحزب وحكومته، قد نختلف فى الكثير من تفاصيلها، لكن فى النهاية أصبح حزبا متحركا يطرح رؤى متغيرة حسب التغييرات السياسية والاجتماعية فى البلد، رغم أن بعض هذه السياسات أيضا لا يغادر الأوراق التى كتب عليها.
وقد أدت هذه الحركة فى قيادة الحزب إلى حركة مماثلة أخرى على مستوى القواعد، حيث تم تخصيص مقاعد للشباب والمرأة فى الوحدات القاعدية وعلى مستوى المحافظات، لكن الملاحظة الأساسية أن الهياكل القيادية الأعلى فى الحزب لا يزال يغيب عنها الشباب، فيما يعد تمثيل جيل الوسط محدودا بعض الشىء.

وأقر الحزب قبل عامين ولأول مرة آلية لاختيار رئيس الحزب وأعضاء الأمانة العامة، لكنها أيضا منقوصة وأقرب إلى الاستفتاءات العامة التى عانت منها مصر، حيث يصوت أعضاء الوطنى بنعم أو لا على قائمة المرشحين للأمانة العامة دون منافسة حقيقية.

وعلى مستوى الشارع بدأ معظم نواب الحزب الوطنى التحرك بين المواطنين بشكل مختلف عبر إنشاء جمعيات أهلية تعنى بتقديم الخدمات للناس وتنظيم رحلات للحج والعمرة والإعلان عن فرص تشغيل للشباب وعقد ندوات ودورات فى موضوعات مختلفة، وهى تحركات تستهدف فى الأساس تلاحم نواب الحزب فى دوائرهم مع الناخبين الذين يصوتون لهم فى الانتخابات العامة.

وقد يبدو هذا التغيير والحراك داخل الحزب الوطنى بسيطا ومحدودا وشكليا لكن فى النهاية نحن أمام حزب يتحرك بعد أن كان تقريبا جثة هامدة ليس لها وجود على الإطلاق، وقد يكون هذا التغيير البسيط بداية لتبديل وتعديل فى الحزب الحاكم فى مصر، لكن أى تغيير حقيقى على أرض الواقع يستلزم تغييرات أكثر جدية فى الأحزاب السياسية الأخرى، بحيث يكون وجودها وعملها فى الشارع هو قوة الضغط الحقيقية التى تدفع الجميع للتغيير، وهو ما أتمنى حدوثه إذا كنا نريد حياة حزبية حقيقية وسليمة.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة