قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فهو يراك. هذا هو حال المراقبة التى يجب أن يكون عليها المسلم ليسلم فمجرد أن يدرك الإنسان أن الله يراه فهذا أكبر رادع له ومانع له عن ارتكاب المعاصى والأخطاء الكبيرة والصغيرة المعنوية والحسية القلبية والفكرية أيضا.
إن هذا الإحساس لدى المؤمن يردع إبليس عليه اللعنة ويردع أعوانه من الجن والإنس معا ويمكن المؤمن المسلم من هزيمة تعاون الشياطين من الجن والإنس.
هذا جانب من الفوائد الجمة التى تلحق الإنسان من جراء استحضار الذات المقدسة أى الله فى القلب والعقل....فمن بين الفوائد والنعم العظيمة التى تغمر الإنسان هى السعادة التى يشعر بها القلب والغبطة الذهنية التى تشمل العقل والأنوار الباطنية التى تملأ كيان الإنسان لمجرد إحساسه وإدراكه أن الله يراه وراض عن أفعاله. ويضاف إلى هذا الوجل والخشية التى تعم قلب العبد لمجرد الإحساس بأنه قريب من رب السموات والأرض ورب الأكوان الأخرى التى لا يعلمها إلا هو ومن يشاء الله جل جلاله أن يطلعه عليها.
ويروى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ربه أنه قال «إذا تقرب إلى العبد شبرا تقربت منه باعا وإذا أتانى ماشيا أتيته هرولة».... والمراقبة الذاتيه للعبد بسبب أن الله يراه هى نوع من أنواع التقرب للذات العالية القدسية. والمتقرب والمراعى لنظر الله إليه لا يحرم الرحمة والعناية وهذا يجلب للوجدان شعورا بالهناء والنقاء والطهارة. وبالتدريج يصبح ارتكاب المخالفة أو الذنب أو المعصية من أثقل وأصعب وأشق الأعمال على النفس. والمراقبة تقتل التبلد وعدم الاكتراث وظلام الباطن الذى يؤدى إلى موت القلب. تبدأ عيون القلب ترى وتبدأ آذان الباطن تسمع وتتلقى عن العالم العلوى. ولهذ علمنا سيد الخلق عليه الصلاة والسلام أن نطلب من الله عز وجل أن يطهرنا كما يطهر الثوب الأببض من الدنس.
إن الطهارة التى تأتى بسبب المراقبة الذاتية (لأن الله يرى العبد وأفعاله) تستلزم الحمد على هذه النعمة وكثرة تمجيد المنعم سبحانه وتعالى وهذا ببساطة لأن من يتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ويفتح له كل أبواب السعادة والنعيم الدنيوى والأخروى ويصلح له باله فلا يشقى بالدنيا وصغائرها. والمراقبة هى مدخل من مداخل السعادة الذى عرفه الكثير من الرجال فسلكوا طريق الاستقامة وبلغوا الدرجات العلى عند ربهم.
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة