«تبكى، تضحك، بسيطة لا تستفز مشاعر الجمهور.. نجحت فى جعل المشاهدين يشعرون أنها واحدة منهم» لن نجد كلمات صادقة نصف بها الإعلامية منى الشاذلى، أصدق مما قاله واحد من معجبيها على أحد المنتديات العديدة التى تنتشر على الإنترنت، التى أسسها محبوها تعبيرا عن حبهم لها. فهى وبجدارة استطاعت أن تختطف قلوب وعقول ملايين المشاهدين المصريين والعرب، من عشاق برنامجها الشهير «العاشرة مساء».
حب المصريين لـ«منى الشاذلى» تجسد فى الاحترام الذى تحظى به على جميع المستويات، سواء بين المواطنين العاديين أو فى دوائر صنع القرار. والدليل على ذلك مئات الشكاوى التى تصل إلى برنامجها يوميا، تحمل استغاثات مواطنين، فقدوا الأمل فى حل أزماتهم، والثقة فى بعض المسئولين، ليضعوها فى شخص منى الشاذلى وبرنامجها، الذى صار الجميع يعرف مدى اهتمام المسئولين بما يعرضه على مدار حلقاته الخمس أسبوعيا وتأثيره عليهم.
هذه الثقة نبعت من نجاح «منى الشاذلى» فى مناقشة مشاكل المصريين، وفضح العديد من المسئولين عنها، ليصبح البرنامج ومقدمته من أكثر المتحدثين بلسان حال المواطنين على مدار سنوات.
الأكثر صعوبة من كسب ثقة المصريين، هو الوصول إلى قلوبهم، وكسب حبهم، وبصفة بسيطة للغاية تمتاز بها «منى الشاذلى»، وهى «التلقائية»، نجحت بذكائها فى تحويل هذه الصفة إلى سر نجاحها وتألقها، وإحدى نقاط تميزها.
فبالرغم من أن «التلقائية» ضد قواعد الإعلام، التى تفرض على الإعلامى الالتزام بكونه ناقلا للخبر، وكأنه غير موجود. كانت هى المفتاح السحرى الذى فتح أمام منى الشاذلى الباب لدخول قلوب المصريين، لتصبح مذيعتهم المفضلة. التى أطلق عليها معجبوها «ملكة التوك شو»، أو كما يصفها مؤسسو موقعها الرسمى «السندريلا منى الشاذلى».
تلقائيتها تبرز بوضوح فى تفاعلها العفوى مع ما تقدمه فى برنامجها من أحداث، أو الضيوف الذين تحاورهم، فهى لا تُشاَهد ولكنها تُشاهِد الحلقة مع الجمهور. فقد استطاعت أن تجعلهم يشعرون أنها تجلس بينهم وكأنها واحدة منهم، ترتسم على وجهها، نفس انفعالات المشاهدين، تضحك على المواقف المضحكة، وتشارك المشاهد البكاء إذا ما كان للمشاعر الحزينة مكانا فى حلقتها.
والجميع يتذكر عفويتها خلال حواراتها مع أم الشهداء الفلسطينيين، «أم نضال»، وبكاءها خلال حوارها مع الإعلامى حمدى قنديل، حزنا على الاضطهاد الذى يتعرض له بسبب مواقفه، وغيرهما الكثير من المواقف المؤثرة.
«منى الشاذلى» لها إطلالة رائعة على الشاشة، تجذب المشاهدين إليها، كما أن أسلوبها المعتدل، وحرصها على عدم استفزاز مشاهديها، واختيارها الدقيق لملابس أنيقة، رغم شدة بساطتها واعتدالها.
بعيدا عن السمات الشخصية المميزة لـ«منى الشاذلى»، فهى أيضا إعلامية ناجحة وبارعة، اكتسبت خبرة واسعة فى مجال العمل الإعلامى خلال سنوات عملها فى مجموعة قنوات الـART، حيث قدمت العديد من البرامج، أشهرها «القضية لم تحسم بعد»، و«لا أرى لا أسمع لا أتكلم»، و«لا تذهب هذا المساء». كما أن سنوات دراستها للعلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، مثلت إضافة وثقلا لخبرتها الإعلامية وشخصيتها التى تحظى بقبول واسع.
وعندما انتقلت إلى قناة «دريم2» لتقدم برنامج «العاشرة مساء»، نجحت فى وضع تلك الخبرة فى برنامجها، الذى أصبح من أكثر برامج التوك شو تأثيرا. لتصبح منى الشاذلى هى الورقة الرابحة لدى مجموعة قنوات «دريم»، فبرنامجها يحقق نسبة مشاهدة عالية، بين جميع برامج القناة.
واستمرت فى النجاح، بعدما ظهر على الساحة العديد من البرامج الحوارية المنافسة لها، لكن لم يستطيع أى من النجوم الجدد فى عالم التوك شو، أن يطفئ بريقها.
نادرا ما تتعرض منى الشاذلى للانتقادات، أو للهجوم. لكن المحنة التى مرت بها منى كانت فى منتصف عام 2008، بعد أن تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب انفرادها بحوار حصرى من واشنطن، ومن داخل البيت الأبيض، مع الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، الذى كان يحظى بكراهية غير عادية على المستوى الشعبىبسبب حربه على العراق. على الرغم من أن اللقاء لم يتجاوز عشر دقائق فقط. لكن سرعان ما تلاشت تلك السحابة من الانتقادات السلبية، لتكمل منى الشاذلى مسيرتها كملكة متوجة على عرش البرامج الحوارية فى مصر.
أعداء منى الشاذلى، الذين فشلوا فى التأثير على علاقتها بجمهورها، حاولوا الإيقاع بينها وبين الإعلامية منى الحسينى، بترديد إشاعة مفادها أن كراهية وخلافات كبيرة نشأت بينهما، بسبب نجاح «العاشرة مساء». لكن منى الحسينى تصرفت بحكمة شديدة، عندما نفت هذه الشائعات وأشادت بزميلتها وقالت عنها إنها «محترمة و مجتهدة جداً وتقوم بعملها بإخلاص».
الإعلامية التى بذلت نفسها لنجاح برنامجها، هى أيضاً أم ناجحة، «لم تقصر فى حق بناتها»، كما يقول عنها زوجها سمير يوسف رئيس قناة مودرن، الذى يصفها دائماً بأنها «زوجة من الطراز الأول»، وهو يؤكد أن زوجته التى قد تبدو مشغولة طوال الوقت ببرنامجها اليومى، إلا أنها «زوجة شاطرة جداً، بتذاكر لأولادها يومياً، وتهتم بهم اهتماماً بالغاً، وتلعب دور الأم بكفاءة وهذا الجانب لا يعرفه أحد عنها».
أعادت لكرسى المذيعة الهيبة والاحترام
منى الشاذلى.. ضمير الناس
الخميس، 22 أكتوبر 2009 01:53 م
منى الشاذلى
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة