من حسن حظها أنها وجدت مبكراً الطريق الذى يمنحها الرضا والسعادة، فقد بدأت إسراء مصطفى محمد خريجة المعهد العالى للخدمة الاجتماعية، وفى سن مبكرة، محو الأمية بجمعية رسالة الخيرية للسيدات الأميات من كبيرات السن والمسنات.
كانت إسراء تقضى فترة التدريب العملى الخاصة بالمعهد فى جمعية رسالة فرع المعادى، ومن هنا تعرفت على الأنشطة المختلفة للجمعية، وفى السنة الثالثة من المرحلة الجامعية، أدت فترة التدريب العملى فى فرع الجمعية بحلوان، وفور تخرجها ملأت استمارة تطوع لتكون من خلالها عضوا أساسيا ونشطا فى قسم محو الأمية.
تعاملت إسراء مع الملتحقات بهذه الفصول من السيدات على أنهن أقارب لها، فلا تنادى إحداهن إلا بلفظ «طنط»، وتسعد عندما تقول إحداهن أنها استطاعت أن تقرأ لافتة موضوعة فى الطريق، أو أنها ركبت مترو الأنفاق واستطاعت أن تقرأ الاتجاه الذى تريده، أو عندما تقول إحدى المتعلمات والبالغ عمرها 65 عاماً، إنها قبل أن تعرف القراءة، كأنها أعمى و«ساحبينه» أما الآن فقد أبصرت، بل وأصبحت تصلى بعدة سور من القرآن، بدلاً من السورتين اللتين كانت تحفظهما.
أما مكافأتهن الشهرية، فهى 3 قطع من الملابس لها ولأسرتها، تقوم باختيارها من معرض الجمعية، وتذكر إسراء موقفا طريفا، تعرضت له عندما وجدت اثنتين من المستفيدات من فصول محو الأمية، وتحديداً كانت سيدة و«سلفتها»، يشتبكان لأن إحداهن حصلت على درجات أعلى من الأخرى فى امتحان الشهر.
عملت إسراء بالهيئة العامة للتأمين الصحى، ولم تقصر فى نشاطها الخيرى بالجمعية، بل مارست الأمر نفسه مع العاملات الأميات بالهيئة، اللاتى كانت تتراوح أعمارهن ما بين 16 سنه و54 سنه بعد انتهاء مواعيد العمل الرسمية، وتعقد لهن امتحانا كل شهر لمعرفة المستوى الذى وصلن إليه.
وهكذا استطاعت إسراء خلال سنوات العمل التطوعى القليلة التى مرت عليها أن تمحو أمية 38 سيدة داخل الجمعية وخارجها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة