هو الأقرب لقلوب المصريين علميا وعاطفيا

مجدى يعقوب.. «السير» و«الفارس» و«ملك القلوب»

الخميس، 22 أكتوبر 2009 01:48 م
مجدى يعقوب.. «السير» و«الفارس» و«ملك القلوب» مجدى يعقوب
محمود المملوك

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا يعرف الكثيرون أن «الثأر» هو سبب نجاح وتفوق الدكتور مجدى يعقوب، والعامل الرئيسى فى بزوغه فى هذا المجال، حينما صمم على القصاص من «أمراض القلب» الذى تسبب واحد منها فى وفاة عمته، قائلاً: «والدى كان جراحا وأنا صغير فى السن، كنت أرغب أن أعمل جراح مخ أو قلب ولكن عندما توفيت عمتى الصغرى أوجينى وكان عمرها21 سنة، بسبب ضيق فى صمام القلب حزن والدى عليها جدا جدا، خاصة أنها تركت بعد رحيلها ابنتها وهى صغيرة جدا وقال: حرام أن تموت شقيقتى بهذا المرض خاصة أن هناك جراحات بالخارج كان من الممكن أن تنقذها، فقلت أنا أريد أن أتخصص فى هذه الجراحات، ولو كانت عمتى موجودة كان إنقاذها سهلا جدا.

وربما يمثل 13 أبريل 2006 تاريخا مختلفا فى حياة كل من الدكتور مجدى يعقوب وفى تاريخ العلم المصرى وفى حياة طفلة إنجليزية تدعى «هانا كلارك»، حيث تمكن يعقوب من إزالة قلب مزروع توقف عمله لمدة 10 سنوات فى مريضة، وذلك بعد شفاء قلبها الطبيعى، مواجها تحديات كبيرة، لكنه نجح بعناية فى إجراء العملية فى غضون 4 ساعات فقط رغم أنها من المفترض أن تستغرق 8 ساعات، والدة هانا قالت إنه «لم يكن يتخيل أحد نجاح تلك العملية.. لكن بفضل جهوده أصبحت ابنتى سليمة الآن.. وتسعى للعودة للمدرسة والاستمتاع بحياتها».

مثله مثل بقية المصريين، متدين بالفطرة وملتزم بالمسيحية فهو سليل عائلة قبطية أرثوذكسية تنحدر أصولها من أسيوط، معقل الكنيسة فى صعيد مصر، وكما نال حظه من التميز والجوائز نال نصيبه أيضا من التعصب والتطرف فرفضت جامعة أسيوط تعيينه أستاذا بالجامعة لأنه قبطى، لكن هذا لم يمنعه من العودة إلى وطنه مصر ومحافظته للمساهمة فى علاج أبناء بلدته، ويكفى أن البابا صالحه شخصيا بعد 40 سنة، حين سافر إلى بريطانيا فى مارس 2002 للمشاركة فى حفل تكريمه بكنيسة مار مرقس بإنجلترا لعطائه المستمر فى علاج المرضى.

وإذا كان الدكتور كريستيان بارنارد قد دخل التاريخ بإجرائه أول عملية لنقل القلب فى عام 1967 لتاجر «بقالة» من جنوب أفريقيا يدعى لوى واشكانسكى، فالسير مجدى يعقوب تمكن من إزالة قلب مزروع توقف عمله لمدة 10 سنوات فى مريضة، وذلك بعد شفاء قلبها الطبيعى، وأعاد الحياة لطفلة إنجليزية تدعى «هانا كلارك».

ساهم يعقوب فى تحقيق أول «جسر» طبى عالمى يربط بين الغرب والشرق، وبين التقدم والتخلف، وبين دول العالم الأول ونظيراتها من العالم الثالث، فتعلم التكنولوجيا ودرس الطب فى بريطانيا وأنشأ مركز هارفيلد لأبحاث أمراض القلب فى بريطانيا، وأسس يعقوب عام 1995 مؤسسة خيرية تدعى «جين اوف هوب»، التى تتولى إجراء عمليات جراحية لإنقاذ حياة مرضى القلب فى البلدان النامية.

ويُسجّل له أنه أول من ابتكر جراحة «الدومينو»، التى تتضمن زراعة قلب ورئتين فى مريض يعانى من فشل الرئة، وفى الوقت نفسه، يؤخذ القلب السليم من المريض عينه ليزرع فى مريض ثان، بالإضافة لاستحداث أسلوب مبتكر للعلاج الجراحى لحالات هبوط القلب الحاد، وتأسيس البرنامج العالمى الرائد لزراعة القلب والرئة، والمساهمة فى إنشاء «مؤسسة الأمل للأعمال الخيرية» التى تقدم خدمات إنسانية متنوعة لمرضى القلب من الأطفال فى العديد من الدول النامية، وعلى رأسها مصر التى يجرى فيها حاليا تنفيذ مشروع كبير لإعداد كوادر طبية مصرية قادرة على استخدام أحدث وسائل تشخيص وعلاج أمراض القلب، بالاتفاق مع كبار أساتذة القلب بأوروبا دون مقابل.

وحسبما خلق الله الداء، سخر له الدواء أيضا، فمصر تفوق المعدلات العالمية فى نسبة الإصابة بأمراض القلب، لكن أحد أبنائها السير مجدى يعقوب، الذى يعد واحدا من أشهر ستة جراحين للقلب فى العالم، وثانى طبيب يقوم بزراعة قلب بعد كريستيان برنارد الذى أجرى أول عملية لنقل القلب عام 1967 لتاجر بقالة من جنوب أفريقيا ، ومن ضمن أقوى 100 شخصية عربية حسب استفتاء مجلة «أربيان بيزنس» الواسعة الانتشار، ويعتبره المصريون الأقرب علميا لقلوب المصريين، حتى إن الملكة إليزابيث الثانية منحته لقب «الفارس»، ويطلق عليه فى الإعلام البريطانى لقب «ملك القلوب».

ولأنه مثال للأخلاق والكفاءة العلمية والتفانى فى العمل حصل يعقوب على جائزة الشعب لعام 2000 والتى نظمتها هيئة الإذاعة البريطانية B.B.C، وفى 2007 حصل على جائزة فخر بريطانيا فى احتفال كبير على الهواء مباشرة بحضور رئيس الوزراء جوردن براون، وكانت حيثيات حصوله على الجائزة أنه ساهم بشجاعة وعطاء فى التنمية الاجتماعية والمحلية، وأنجز أكثر من 20 ألف عملية قلب فى المملكة وساهم فى عمل جمعية خيرية لمرضى القلب الأطفال فى دول العالم النامية ولا يزال يعمل فى مجال البحوث الطبية بعدما تخطى عمره السبعين عاما، ورغم ذلك فإن ضحكة وابتسامة طفلة صغيرة أو كلمة شكر يعتبرها يعقوب هى أفضل من كل ما سبق.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة